أقلام حرة

الغطرسة والغطرفة!!

صادق السامرائيالغطرفة: الإختيال والتكبر والإعجاب بالنفس والعبث

الغطرسة: إستعلاء وترفع على الآخرين، تكبر وعجرفة وزهو وتطاول.

الغطريس: الظالم المتكبر

غطرفَ: إختال، عبث وتكبر.

خصال سيئة متصلة بالكراسي، أيا كان نوعها أو درجات تسلطها على الآخرين، فالكرسي رمز القوة والسلطة والتطاول على القانون، ففي عرفه هو القانون، أو أنه فوق القانون، بل لا يوجد قانون في وعي الكرسي، وإنما تسويغ السلوك مهما كان أمَارا بسوء.

فأول ما ينهض في دنيا الجالس على الكرسي، هو الغطرسة والنظر للآخرين على أنهم دونه بكثير، وعليهم الإذعان له والخنوع والطاعة العمياء، وأي تقاطع مع مفاهيم الغطرسة ومعطياتها يعني العدوانية وتبرير محق الآخر وبلا هوادة.

فالغطرسة تمثل التوحش، وتترجم قوانين الغاب، وفي عُرفها القوة هي الحُكم والحَكم، فالقوة ميزان كل سلوك، ومطرقة الكرسي المتغطرس كبيرة وثقيلة، وتسحق أكبر رأس يناطح كرسيا متغطرسَ المواصفات.

ولهذا فأن العديد من المجتمعات الخالية من الدستور الفاعل والقانون العامل، تعيش محنة تفاعلات الغطرسة ما بين الكراسي المستحوذة على مقدرات البلاد والعباد، وبموجب ذلك فأنها لا تعرف سوى القهر والجور والحرمان من أبسط الحاجات.

ولن تتحقق الحياة المعاصرة وتُنجَز المشاريع اللازمة للمصلحة العامة، إن لم تخضع الكراسي لإرادة دستورية وقانونية، وبآليات تمنعها من الغطرسة والغطرفة، وإنتهاك حقوق المواطنين، وإمتهان وجودهم ومصادرة مصيرهم.

فهل لدينا القدرة للقبض على عنق الكراسي، وترويضها لخدمة الناس؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم