أقلام حرة

طاقات الأمّة المَهدورة!!

صادق السامرائيالأمة تمتلك طاقات هائلة في ميادين المعارف المتنوعة، وفيها من القدرات المعرفية والعلمية الطموحة الصادقة ما لا يتوفر عند غيرها من الأمم، ومعظم طاقات الأمة مبددة ومنهوكة بالتنافر والتفاعلات السلبية الداعية إلى إقصائها وتحطيمها وتغويلها.

فلا تجد سلوكا تفاعليا بنّاءً خلاقا قادرا على إستيلادها مشاريع حضارية، وصيرورات أصيلة ترفع من شأن الأمة وتؤكد دورها الإنساني.

وبسبب ذلك تناثرت الطاقات، وتراها فاعلة في أمم الدنيا، ففي معظم ميادين المعارف والعلوم ستجد عقول أبنائها مؤثرة، ومشاركة في بناء الواقع الإنساني المعاصر وبتميز ونبوغ.

نعم الأمة تبدد طاقاتها، وتنكر قدراتها، وتشرّد عقولها، وتخاصم مُرتقاها، وتأبى أن تقنع بأنها ذات إرادة وعزيمة حضارية كامنة فيها، وعليها أن تستوعبها وترعاها.

فلو نظرنا إلى مفكريها وفلاسفتها، فسنكتشف المئات منهم وكل يغني على ليلاه، ولن تجد من بينهم مَن يسعى لبناء مشروع حضاري متفاعل مع غيره، وإنما كلٌّ يحسب مشروعه هو المشروع، ويستهلك وقته في النشاطات الدفاعية والتبريرية والإسقاطية لمشاريع الآخرين، ولن تجد فيهم واحدا يدعو إلى تفاعل إيجابي بين مفكري الأمة وفلاسفتها، للإنطلاق بها إلى آفاق متقدمة من الرؤية والجد والإجتهاد، فما أكثر مشاريعهم وبطلان جدواها.

وقس على ذلك في ميادين العلوم والمعارف الأخرى، فالقاسم المشترك فيها هو الأنانية والإستلابية والإحتكارية وغياب الرؤية الجامعة وفقدان الإعتصام بروح الأمة، والتمترس العدواني في الفكرة وعدم إستيعاب الآخر، وإنما إنكاره ومحقه وتسفيهه.

والعجيب في الأمر أن ذات الحالة عندما تكون في أمة أخرى، فأنها تتفاعل بأساليب مغايرة وتتحرر مما كان يبدر منها في مواطنها.

قد نأتي بتفسيرات وتحليلات وإستنتاجات لكنها لا تنفع مهما صدقت، الذي ينفع هو العمل وليس التنظير والتسطير، فهل لدينا القدرة للعمل سوية من أجل هدف مشترك، أم التفرد الخسراني ديدننا؟!!

فالقوة المعاصرة تفاعل جماعي هادف، والضعف تفرد عاصف!!

 

د. صادق السامرائي

6\11\2020

 

 

في المثقف اليوم