أقلام حرة

صادق السامرائي: الأديان لا تتحاور!!

صادق السامرائيالواقع السلوكي البشري لا يساند ما يسمى (حوار الأديان)، فالأديان وجدت على أن كلٍ منها يرى بأنه الدين الأقوم، ولايوجد دين يعترف بدين آخر غيره، ويشذ عن ذلك الإسلام الذي يعترف بديانات كتابية أخرى غيره، وهي لا تعترف به.

الأديان تتقاتل ولا تتحاور، وتأريخها يؤكد ذلك ويدعمه بحوادث مريرة وقاسية، بل في الدين الواحد يتقاتل فيما بينهم المنتمون إليه.

فأينما ذكر الدين حضر سفك الدماء!!

فهل وجدتم دينا يعترف بدين غيره؟!!

وهل يمكنكم أن تأتوا بمثل لعقيدة ما تعترف بغيرها وتتحاور معها؟

هل أن الماركسية تعترف بالرأسمالية وتفتح أبواب الحوار معها؟

هل رأيتم حزبا أيا كانت تسميته ومعتقداته يتحاور مع حزب غيره ويعترف به؟

هل تحاور الحزب الشيوعي مع الأحزاب القومية بأنواعها؟

أ لم تتقاتل جميع الأحزاب في مجتمعاتنا!!

إن الإنتماءات العقائدية أيا كانت، إنتماءات عاطفية قلبية ولا علاقة للعقل بها، بل هي تسخر العقل لتبرير ما هي عليه، فالعقل مطيتها، وليس منارها وقائدها.

ومادام العقل معطلا ومأسورا بالإنتمائية المنفعلة، فأن الحوار سيستحيل.

الإيمان بعقيدة ما لا يمكنه أن يكون عقليا، وإنما قلبيا خالصا، وبهذا فأن المنتمي لا يمكنه أن يتزحزح عن إنتمائه، أو يراه بصورة مغايرة ويضعه تحت منظار العقل، إنه أشبه بالوهم الراسخ، فهل وجدتم وهما قابلا للنقاش أو التحاور؟

فلماذا هذا الطرح الخيالي المنافي لبديهيات الأمور وطبائع السلوك البشري؟

علينا أن نترك الدين لأهل الدين، ونتفاعل وفقا لمنظار إنساني مشترك لا علاقة له بأي دين.

فهل أدركنا معنى أن نتحاور، أم أن الأديان تدعونا إلى مزيد من التناحر وسفك الدماء بإسم الدين؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم