أقلام حرة

صادق السامرائي: شكرا لسرّاق مقالاتي!!

صادق السامرائيأقدم شكري وتقديري للذين يسرقون مقالاتي، ويغيّرون عناوينها وينسبونها إليهم، وأقول لهم بصراحة أشجعكم على إنتحالها، ونشرها في الصحف وبثها في وسائل الإعلام، فسلوككم لا يزعجني بل يسعدني!!

فذلك يبرهن على أنكم تتفاعلون مع الفكرة وتنكرون إسم صاحبها، أو لا تريدونه أن يظهر في وسائل إعلامكم وصحفكم، لكن الفكرة دسمة وتستدعي الحضور، وما يهم الفكرة وليس الإسم.

هذا اليوم كنت على وشك أن أكتب في موضوع، فقلت لأبحث عنه في الإنترنيت، فوجدت مقالة تتناوله، وأنا أقرؤها شعرت أنها لي، فأسلوبها أسلوبي، فعدت إلى أرشيفي فوجدتها، فمنتحلها قد تلاعب بالعنوان ولم يمس الكلمة الرئيسية فيه ، وترك المقالة على حالها، وكما هي موجودة في أرشيفي ولم يغير كلمة من كلماتها، والمقالة منشورة قبل ثمان سنوات!!

وأخذ مقالاتي ونسبتها إلى غير كاتبها رافقتني منذ عصر النشر الإليكتروني، فأجدها في الصحف والمواقع وبأسماء الذين خطفوها، وكنت أعاتب رؤساء التحرير لكنهم يحسبونها لكتّابهم، وربما خطر على الكثير منهم بأنني أدّعيها، فتركت هذا الأسلوب وتجاوزته، ورأيت أن أقترب من الحالة، ما دامت مزمنة ومستعصية، بطريقة إيجابية، فما أريد قوله ينتشر في مواقع وصحف متنوعة، وهذا هو الأهم، ولا يعنيني أن يقرن بإسمي أو لا يقرن، فهذا شأن ثانوي!!

لكنها ظاهرة ربما يصعب تفسيرها، وقد تكون بسبب رغبة حب الظهور عند البعض وذلك بالإعتياش على الآخرين، ولإعتبارهم الكتابة نشاط سهل فالكل يكتب وينشر، فلماذا لا أكتب أنا وأنشر، وهذا التوجه يهدف إلى تقليل قيمة الكتابة والقضاء على معنى كلمة كاتب.

كما أنها تشير إلى توجهات ضيقة وساذجة، تجرد المقال من صاحبه الحقيقي وتسعى لتشويه إسمه، فيكون هو المتهم بإنتحال المقال.

وقد كتبتُ عن الذين " ينقشون"، فالكتابة عند نسبة كبيرة من الذين ينشرون عبارة عن سرقات من كتب ومقالات ينسبونها إلى أنفسهم، ويتهمون الآخرين بأنهم "ينقشون" مثلهم.

والذين ينقشون يسرقون كل إبداع (شعر، قصة، مقالة، وغيرها) ويذيلون سرقاتهم بأسمائهم، وتلك ظاهرة متفشية في ميادين النشر الإليكتروني والورقي في مجتمعاتنا!!

فشكرا للذين يسرقون وينشرون!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم