أقلام حرة

عماد علي: هل ستحترق كوردستان بنار بغداد بعد المتغيرات المتوقعة؟

عماد علييبدو ان شرارة التنافس الانتخابي في العراق قد وقدت وبدايتها لا تبشر بالخير كما يعتقد المتابعون للحال. ما يهمني هنا ان ابين وضع اقليم كوردستان عند الاحتمالات المتوقعة لما بعد الانتخابات المقبلة ودوره وموقفه السياسي وما يفرض على العقلاء المتنفذين ان كانوا موجودين في الاقليم من التعامل معما يحصل وكيف يمكن اتخاذ القرارات الاستراتيجية المصيرية في حال توفر الفرصة المتاحة لها وعدم تضيعها كما حدث من قبل.

حال اقليم كوردستان لا تخرج من احتمالين احدهما امرّ من الثاني، وهو يدار بهذه العقليات التي لا تفرق بين المفيد والمضر ولا تدرك ما هم عليه الان ويتنافسون بكل ما لديهم على اصغر مصلحة شخصية وحزبية انية .

الاحزاب العراقية والقيادات لم تتغير كثيرا والعقلية التي تدير كل تلك الاحزاب كما هي. المتغير الوحيد وهو النسبي ايضا موقف الفرد العراقي من تلك القيادات والاحزاب وكثرة التزوير والفساد تخفف من تاثير هذا المتغير الوحيد ايضا . وبه يمكن ان نرى ما ستكون عليه الساحة السياسية العراقية وان تغيرت بعض الالوان.

ربما يتخذ الكاظمي رئيس وزراء العراق الحالي موقفا استراتيجيا مهما من عدم مشاركته للانتخابات نتيجة يقينه المطلق بانه لم يحصل على الاصوات التي يمكن ان تسنده في ترشّحه لمنصبه لمرحلة اخرى من جهة او اعتقاده بانه سيكون الورقة الاخيرة لعدم توافق القوى لترشيح شخصية حزبية لهم من جهةاخرى او اجبار القوى الخارجية المؤثرة على التوافق واللجوء اليه في نهاية المطاف كما حصل من قبل.

موقف الكورد ايضا لا يكون محسودا عليه نتيجة الفوضى التي تدب في الساحة وربما يحتاروا هم ايضا بقواهم المتصارعة ويتخذوا قرار التقسيم في التوجه والتحالف والتعاون مع القوى العراقية وفق المصالح الضيقة لهم وليس بما يهم الكورد. وعليه يمكن ان نتوقع ما يكون متاكدا لدينا في تلك الاحوال وهو ازدياد التدخلات الخارجية السافرة في الاقليم مع ازدياد الضغوطات التي تؤدي الى اتخاذ المواقف التي تؤدي في النهاية الى عدم التصالح وتسخّر الارضية للاستمرار في التفكك والتشظي السياسي والاجتماعي كهدف نهائي لتلك القوى الخارجية الطامعة والتي تعمل على تحقيق تلك الاهداف منذ عقود مضت. كما هي حال الكاظمي هناك شخصيات مشابهة له في الاقليم وان ارادوا التحالف لا يمكنهم ان ينجحوا ايضا، الا انهم سيحاولون وفق تحالفات متعددة من جمع الاصوات لما ينوون ولكن املهم ضعيف واحتمال نجاحهم قليل جدا. وعليه التنافس الحزبي سيكون على اشده عند عدم خوض الكاظمي الانتخابات ولا يمكن ان تحصل تلك القوى الاصوات التي يمكن ان ترشح لموقع رئيس الوزراء منفردا وهي يمكن ان تؤيد موقع رئيس الوزراء او عليها ان تتحالف للحصول عليه، وستتوزع تلك الاصوات التابعة بشكل طبيعي لرئيس الوزراء الحالي وستشد من اوار المنافسة اكثر من الدورات السابقة. وبهذا يمكن ان نتاكد بان المواقف المفروضة اتخاذها من قبل الكورد يجب ان تكون دقيقة بشكل جيد وهذا ما لا نعتقده، الا ان اي خطأ بسيط سيكلف الشعب الكوردستاني اكثر من اية وقت كان،هذا ان بقت حال العراق بعيدا عن الفوضى العارمة لمدة طويلة. اما الاحتمال الثاني من حدوث فوضى واشتباكات ليس ببعيد وهذا يمكن ان تفيد اقليم كوردستان بشكل غير مباشر اكثر من الادعاءات التي يبني عليه الكورد وهو تجسيد الديموقراطية والمساواة الخيالية التي تنتاب الكثير من عقول القبادات المرحلية التي تبرزها الصدف والفساد والتزوير المعتاد في كوردستان منذ عقود.

اما اذا شارك الكاظمي الانتحابات فانه سيصبح كيانا اخرا من القوى الصغيرة العدد وقليلة التاثير على العملية ويمكن ان يكون موقف الكورد اكثر ضعفا، ولم يبق امامهم الا المساومة والتنازل عن الحقوق التي استمروا عليها لضمان بقاءهم هم واحزابهم على سدة الحكم فقط. 

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم