تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صلاح حزام: ألف عراقي حامل دكتوراه في ليبيا

في زمن الحصار سافر العديد من حملة الشهادات العراقيين للعمل في ليبيا، حتى بلغ عدد حاملي الدكتوراه العاملين في ليبيا ألف شخص في مختلف الاختصاصات.

سألوا القذافي عن جدوي استقبال كل هؤلاء ومدى حاجة ليبيا لخدماتهم؟

أجاب القذافي: معدل رواتب هؤلاء هو ٥٠٠ دولار شهرياً، يعني ان كلفتهم الشهرية نصف مليون دولار وكلفتهم السنوية ستة ملايين دولار فقط!!

وهذا مبلغ تافه قياساً بالفائدة التي يمكن ان نحصل عليها منهم.. لقد وظفنا بعضهم مدرسين في المدارس والمعاهد في المناطق البعيدة...

وهؤلاء لو جلسوا في المقاهي وتحدثوا مع الناس فأنهم سوف يرفعون من مستوى ثقافة المجتمع..

كل حامل دكتوراه يكلف بلده بحدود مئة الف دولار، ونحن نأخذهم مجاناً.

قارنوا هذا المنطق المعقول بكلام رئيس دولة العراق في حينها، عندما تحدث في التلفزيون قائلاً:

نحن لانحتاج دكاترة الزراعة وبامكانهم ان يعملوا عمال في الطين !! اي عمال بناء !!

في الوقت الذي كان البلد يتعرض للحصار والتجويع وكان الأجدر بالدولة ان تُقِيم مراكز ابحاث زراعية يعمل فيها دكاترة الزراعة لتطوير سلالات جديدة من الحبوب والحيوانات لزيادة الإنتاج والانتاجية وتطوير اساليب الري وازالة الملوحة من التربة ومكافحة الامراض والآفات!!

كما فعلت اسرائيل عندما عملت على تطوير سلالات الأغنام العراقية !!

قرأت مقالة في التسعينيات نشرتها صحيفة: كريستيان ساينز مونيتور الامريكية، عنوانها: ليبيا مقبرة لحملة الدكتوراه العراقيين

Libya is a graveyard if Iraqi ph.d's

كانت تتحدث عن هجرتهم لبلدهم الذي استغنى عنهم في احلك الظروف وتركهم يقبلون العمل بادنى الاجور في ليبيا.

انه حقاً زمن جميل !!

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم