أقلام حرة

صادق السامرائي: التبجح العربي بمعرفة الدين!!

صادق السامرائيالتبجح: التكبّر والتباهي

العربي يتوهم معرفة الإسلام وهو من الجاهلين به، ومصدر الوهم أنه يعرف العربية والقرآن عربي البيان، وهذا إنحراف في الوعي والإدراك، أدى إلى تداعيات متواصلة عبر الأجيال.

فالحقيقة لو إمتحنتَ العربي بالإسلام لتبين بأنه من أجهل المسلمين به!!

وهي بينة دامغة تؤكدها ما يقوم به من أعمال لا يعبر فيها عن الإسلام، فتشير إلى جهله المروع، وعدم فهمه لأبسط معاني وقيم الدين، وعندما تواجهه بالأمر يثور بوجهك وينفعل ويغضب، وكأنك تنتقص من هيبته الشماء.

نعم يا أخي العربي أنك من أجهل المسلمين بالدين، فالدين العمل وأرني بعملك معاني الدين!!

فما يحصل في مجتمعاتنا لا يتوافق مع أبسط مفردات الدين، بل عدوان على الدين، ونسف لوجوده ودوره في الحياة، ومع ذلك، كلٌّ يدعي معرفته الحقة بالدين، وأنه الأعرف وغيره من الجاهلين، بل والمكفَّرين، والذين يستحقون ما يشاءه من القصاص والعقاب.

العربي المسلم يجيد التكفير والإتهام الجائر للآخر العربي المسلم، وفقا لما يراه ويتوهمه، وهو لا يعرف من الدين إلا ما يتصوره ويظنه ويتخيله، ويحتكره ويتباهى به لأنه يتكلم العربية ويقرأ القرآن، ولكن كيف يقرأ، ولو سألته عن معنى ما يقرأ لهبَّ بوجهك من الغاضبين الناكرين ويحسبك عدوه وعدو الدين.

وما أكثر المعممين والملتحين والمُطَرَّرين الذين يدّعون المعرفة بالدين، ويمعنون بتضليل الآخرين، وأخذهم بعيدا عن جوهر الدين.

إنها ظاهرة شائعة في مجتمعاتنا ومتوارثة، ومساهمة فيما آلت إليه الأمور، فتوالدت الويلات وحققت سفك الدماء والعبث بالدين، وتشويه صورته ومعانيه، وتأليب الناس عليه، لأنه صار سببا لإشاعة المنكرات، والعدوان على الوطن والناس.

فهل من مواجهة جريئة مع النفس؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم