أقلام حرة

صادق السامرائي: لاعلاقة للأديان بالتقدم والتأخر!!

صادق السامرائيالإسلام ليس الدين الوحيد في الدنيا، فهناك العديد من الأديان الأخرى، ومعظم المنتمين إليها متدينون بدرجات متفاوتة.

فالصينيون واليابانيون غارقون في دياناتهم، وهم من الشعوب المتدينة بقوة بدياناتها، وكذلك الهنود، وأصحاب الديانات الكتابية، فهم متمسكون بدياناتهم، ويعبّرون عنها ربما بغلو وتطرف في بعض الأحيان.

فالمجتمعات البشرية ومنذ الأزل تميل للتدين وتتمسك بمعتقداتها، ولا علاقة للدين بتقدمها وتأخرها، فالذي يحدد ذلك إعمال العقل في مواجهة التحديات.

فشعوب الدنيا متدينة ربما أكثر من المسلمين، لكن عقولها حرة ومتفاعلة مع أيامها، وتتخذ المنهج العلمي سبيلا لها، فهي تبحث وتجرّب وتبدع وتنطلق في مشوارها العلمي.

أما ما يجري في واقع أكثر المجتمعات المسلمة، أنها توهّمت أوهموها بأن دينها هو الدين، وأنها بالدين تكون، وهو الحل لمشاكلها ومعضلاتها، فالحياة في الدين، ولأنها إبتعدت عن دينها تكدرت حياتها، وما يتصل بذلك من الطروحات السلبية الخيباوية البعيدة عن واقعنا الترابي، فهي تحلق في فضاءات الأوهام والخيالات.

حتى وصلت الحالة بالمسلمين أنهم يقرأون تأريخهم، وكأن أسلافهم ما كانو بشرا مثلهم، وإنما أكثر من ملائكة، وبعضهم تحوّل إلى آلهة وعلى صلة بخالق الأكوان ومعبر عن إرادته.

وهذا إنحراف في الفهم والإدراك، وتشويه للدين ودوره في الحياة، وتخميد للإرادة وتعطيل للعقل، وإخراج للأجيال من نهر الحياة وإلقائها على الجرف، لكي تموت من العطس والماء يجري في نهر الوجود الدافق.

فلا بد للمسلمين من العودة إلى العقل، فهو معجزة دينهم وفيه الثورة المعرفية، التي أطلقها نداء "إقرأ" ومعناها إعمال العقول والبصائر فيما يحيط الإنسان وما يتحقق حوله ويدور، فالحياة تكون بالعقل لا بالوهم والتصورات البعيدة عن واقع الوجود الحي.

فهل من عقل يا أمة "إقرأ"؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم