أقلام حرة

زيد الحلي: "غصة" في عيد الصحافة

زيد الحليامس الأول، احتفل الصحفيون، وانا واحد منهم، بعيد الصحافة العراقية وسط غصة، بسبب الاهمال الرسمي الواضح للصحافة، ما جعل الصحف تتأرجح في اتون اللامبالاة وعدم الرعاية، ناسين انها شريك في البناء وتأصيل الديمقراطية .

اشجار صحفية عديدة، انسحبت من ساحة الاصدار، واخرى تنتظر الموت في بستان الصحافة، بسبب اهمال البستاني، ممثلاً بالدولة، حيث أجواء الصمت الرهيب، بل اجد انها مرحبة بتقليص اصوات الصحافة، دراً لوجع الرأس الذي تسببه اصوات الحق من كتاب المقالات والتعليقات والتحقيقات الصحفية التي تنقل معاناة المواطنين وهمومهم .

وخوفي، ان المرحلة المقبلة، ربما تشهد وجود اعداد وفيرة من الصحفيين بلا عمل، في وقت "تضخ" فيه كلياتنا وجامعاتنا الرسمية والاهلية، مئات من الخريجين باختصاصات اعلامية متنوعة ... معادلة تبعث على الأسى!

اتساءل مع نفسي عن مبررات عدم اهتمام المسؤولين عن الثقافة والاعلام في رئاستي مجلس الوزراء والنواب، بقطاع الصحافة، لاسيما الصحف الرصينة، وهو القطاع الأهم في دول العالم المتحضر، فالصحافة هي جسر البناء والحرية الذي تمشي عليه المجتمعات بيسر وانسيابية ... لم اجد جوابا مقنعا، اللهم إلا انها عقوبة للصحافة لأنها سلكت الطريق الصواب في محاربة المفسدين والفاسدين، وأشرت نقاط الضعف في رؤية المسؤولين في ادارة بلد شاسع المدى، عميق التاريخ مثل العراق.

 

هناك حقيقة يعرفها حتى مبتدئي السياسة ان للصحافة مدى واسع التأثير على تشكيل البناء الادراكي والمعرفي للفرد والمجتمع، ويساهم هذا البناء في تحديد رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعه والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حولها .

خطأ كبير ان لا تديم الدولة صلتها مع الصحافة، فالصحفيون عيون ثاقبة وآذان سليمة السمع، لكل احوال المجتمع، وهم مرآة لا تقبل الخطأ في عكس الصورة .. ولا يمكن بناء الديموقراطية دون صحافة قوية ومستقلة ذات صدقية.. فهل ادرك من بيدهم الامر هذه الحقيقة؟

عيد مبارك زملائي ..

 

زيد الحلي

 

 

في المثقف اليوم