أقلام حرة

محمد جواد فارس: أيها المحتلون أخرجوا من عراقنا

لوصبت أنهار العالم كله في قلبي

لن تطفئ جذوة حبك يا وطني

ناظم حكمت

ثمانية عشرة سنة وشعبنا العراقي يعاني من الاحتلال، الذي جاء بمخططات معروفة لدى الشعب، من اجل تدمير كيان الدولة العراقية التي تأسست منذ مئة عام، بعد ثورة العشرين المجيدة، وأصبح العراق أحد أبرز دول المنطقة في الشرق الأوسط ولعب دورا مهما في السياسة والاقتصاد بين هذه البلدان، وقد مر العراق وهو كما متعارف على تسميته بلد الرافدين دجلة والفرات، وبلد الحضارات الأولى، حضارة أكد وسومر وبابل،مرت عليه الكثير من الهزات والنكبات والاحتلالات، ولكن الان بصدد الغزو والاحتلال الذي جرى للعراق عام 2003 والذي سبقه الحصار الجائر على الشعب العراق وتدمير البنية التحية للعراق، تحت حجج كاذبة ومنها امتلاكه أسسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام بالقاعدة، كل هذه الأمور لم تثبت صحتها وقد كذبها من ادعى امام مجلس الامن بها وهو وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية، وكذلك العملاء في المعارضة العراقية وكان بطلها أحمد الجلبي، والعملاء الذين عملوا معه، من اجل تدمير العراق، والحقيقة أصبحت واضحة ان استهداف العراق هو يصب في مصلحة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، لتبقى هي شرطي الولايات المتحدة والغرب في المنطقة تصول وتجول، مهددتا بالأسلحة  النووية، وفرضت أرادتها على البلدان العربية، وهذا ما نشاهده الان من التطبيع الخليجي الى عدوانها على سوريا ولبنان وضرب حركات التحرر الوطني بالمنطقة،اعود الى ما جاء به المحتل للعراق من مخطط الا وهو عودة العراق الى العصور المظلمة، وذللك بتدمير كيان الدولة بحل الجيش والأجهزة الأمنية وخلق الفوضى داخل المجتمع العراقي، كما سماها المحتل بالفوضى الخلاقة، والمجيئ بحكومات  شكلها وفق مشيئته ويمتثل لأرادته ونهجه، فقد اهمل التعليم وسادة  الامية بين اوساطه مما ظهر جيل امي لا يجيد الكتابة ولا القرأة ناهيك عن اهمال  التعليم العالي وأعداد كوادر علمية في تخصصات متعددة، اما بالنسبة للصحة فقد اهملت المستشفيات من ناحية الخدمات التي تقدم للمواطنين من المرضى ومتابعة حالاتهم الصحية بل العكس جرى قتل عدد غير قليل من الكوادر الطبية والصحية، مما حدى بالكثير مما تبقى من الأطباء لهجرة من الوطن وحفاظا على حياتهم وعوائلهم، وبذلك أصبح البلد بدون تعليم وصحة،و في مجال الثروات المعدنية ومنها النفط الذي يعتبر العراق أحد أكبر المنتجين والمصدرين له أصابه الشلل وذلك بعقود التراخيص والتعاقد مع شركات وهمية، وأصبحت خزينة الدولة خاوية علما بان العراق يعتمد على الاقتصاد الريعي، في موازنة الدولة لدفع المرتبات وإقامة المشاريع الإنتاجية، ويعتبر النفط احد العوامل الرئيسية في انتاج الطاقة الكهربائية، واستخدام الغاز في توليد الطاقة الكهربائية، واما الكهرباء عصب مهم في الحياة الخاصة والعامة فقد صرفت مليارات الدولارات على أساس تزويد البلد ب الكهرباء ولكن كل العقود كانت وهمية وذهبت ادراج الرياح بين هذه الشركة وتلك وبين هذا الوزير أو ذاك والعراق لحد يومن هذا يعاني من عدم وجودها شتاء وبحر الصيف الشديد المعروف فيه العراق عندم تصل درجات الحرارة فوق الخمسون مئوية، كل هذا هو من نتائج نظام  المحاصصة الطائفية المعمول بها وفق دستور كتب على يد المحتل واعوانه، وبذلك نجد ان الأحزاب الطائفية ومليشيات  المسلحة تقف ضد المطاليب الجماهيرية التي خرج شباب تشرين للمكلبة بها واسقط حكومة الجلاد عادل عبد المهدي وسقط ما يقرب 750 شهيدا واكثر من 25 الف جريح، ومئات النشطاء ممن خطفوا وقتلوا على يد أصحاب السلاح المنفلت وهذه المليشيات والتي لازالت  تقوم بكل هذه الفعاليات على مرئ ومسمع من حكومة مصطفى الكاظمي صاحب المقولات المعروفة (شكلنا لحنة للكشف عن القتلة ) وغيرها ولحد اليوم وشعبنا لا يعرف من هو القاتل ومن  الجهة التي كلفته بهذه المهمة كما حدث في العملية الهزلية لقاتل هشام الهاشمي وعنصر من وزارة الداخلية وهي المسؤولة عن حماية المواطن لا قتله، ولم يسأل القاتل عن سبب جريمته والجهة التي كلفته !!.

وفي الأيام القلية المنصرمة حدث الحدث المروع والمأساوي في مستشفى الحسين في مدينة  الناصرية والذي  أدى بعدد كبير من الضحايا الموتى بسبب من أسطوانات الغاز والتي أدخلت عن طريق جهات يشك بها وهي غير تابعة لمديرية صحة ذي قار واثناء الحادث تبين ان أبواب المستشفى كانت مغلقة مما أدى بموت حتى المرافقين وللعلم ان هذه الردهة كانت للمصابين بفايروس كرونا، أي انهم قدموا للعلاج لا للموت في مستشفى مهمتها إنسانية انقاذ حياة  الانسان، وهذه لمستشفى بنيت من الفلين السريع الاحتراق، وأكتفت حكومة الكاظمي ب الوم على الإدارة واعتباره عدم اهتمام ،  وبعد هذا المصاب الجلل حدث عشية عيد الأضحى ويوم التسوق في مدينة الثورة في احد أسواقها تفجير وحشي أدى الى قتل الكثير من المواطنين  ومعظمهم من الأطفال الذين قدموا مع امهاتهم لشراء ملابس العيد، كلها يجري اليوم في العراق من اشعال الشموع للضحايا في أماكن فقدانهم، كل هذا يجري  بسبب من وجود الاحتلالات لهذا البلد منذ عام 2003 ولحد اليوم ودور العملاء والذيول، والذين هم يعدون العدة للفوز في انتخابات القادمة.

واذكر شعبنا في ما كتبه جورج ارويل، حول الانتخابات: الشعب الذي ينتخب الفاسدين من الانتهازين والمحتالين والخونة، لا يعتبر ضحية بل شريكا في الجريمة .

 

محمد جواد فارس

طبيب وكاتب.

 

في المثقف اليوم