أقلام حرة

ليلى الدسوقي: الفاطميون فى مصر

ليلى الدسوقياستطاع ابو عبد الله الشيعى داعى دعاة الاسماعيلية (الباطنية او السبعية) نسبة الى اسماعيل ابن جعفر الصادق الامام السابع التوجه الى المغرب بعد تضيق الخناق عليه من العباسيين فى المشرق الاسلامى ولاقى ترحيبا كبيرا بها لانهم كانوا على علم بالمذهب الشيعى على يد الادارسة (نسبة الى ادريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب) والذى اقام لنفسه دولة فى المغرب الاقصى سنة  172 هــ

وعمل ابو عبد الله الشيعى على نشر المذهب الشيعى واقامة دولة شيعية هناك وارسل الى عبيد الله المهدى الذى آل اليه امر رئاسة الدعوة الاسماعيلية وكان باليمن لاعلان الدعوة الاسماعيلية.

وانتصر ابو عبد الله الشيعى على الاغالبة (نسبة الى ابراهيم بن الاغلب وكان مقرها تونس) واخذ البيعة للمهدى بسجلماسة ثم غادرها الى رقادة لتصبح اول عاصمة للدولة الفاطمية بالمغرب فى شهر ربيع الاخر عام 297 هــ

اتجهت انظار الدولة الفاطمية الى مصر لموقعها الجغرافى المتميز لانشاء دولة فاطمية تضاهى الدولة العباسية، وكانت اول حملة مغاربية على مصر سنة 301هــ ارسلها عبيد الله المهدى استولوا على برقة ثم الاسكندرية فعرف العباسيون ذلك وارسلوا جيشا انزل الهزيمة بتلك الحملة ورجع قائدها الى المغرب وقطعت راسه لفشله فى الحملة، ثانى حملة سنة 306 هـ  والثالثة سنة 321هــ ثم حملة اخرى فى زمن الخليفة القائم بامر الله الفاطمى سنة 323 هــ

حتى استطاع جوهر الصقلى فتح مصر بعد هزيمة الدولة الاخشيدية المنهارة سنة 358 هــ

عاش جوهر بمصر اربع سنوات لتنظيمها قبل وصول مولاه المعز لدين الله الفاطمى انشاء عاصمة جديدة لمصر لتكون مقرا للدولة الشيعية واطلق عليها المنصورية نسبة الى والد الخليفة المعز المنصور ولكن بعد وصول المعز الى مصر اطلق عليها القاهرة نسبة الى القوة والمناعة التى لا تقهر

و قام بوضع حجر الاساس لمسجد جديد لنشر الدولة الشيعية بمصر سنة 359هــ وهو الجامع الازهر (سمى ان ذاك جامع القاهرة  طوال وجود الدولة الفاطمية بمصر نسبة الى العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية) واقيمت اول صلاة شيعية به فى رمضان سنة 361 هــ وتم اضافة حى على سير العمل للاذان بالجامع الازهر طبقا للمذهب الشيعى

واسس قصر للخليفة المعز (وهو الان مسجد الحسين وخان الخليلى) وصل المعز الى مصر فى شوال 361هــ ، واصبحت مصر مقر الخلافة الفاطمية ووصلت نفوذ الدولة الفاطمية الى بلاد الشام والحجاز واليمن والعراق

وانتشرت المدارس والمعارف والعلوم والترف والبزخ فى الاحتفالات والانشطة الاجتماعية (القسم الاول عصر القوة)

اما اوخر القرن الخامس الهجرى عصر ازدياد الوزراء (صراع الوزير شاور والوزير ضرغام) ساد الفتن والاضطربات مما ادى الى انهيار الدولة الفاطمية وسقوطها على يد صلاح الدين الايوبى (الملقب بالملك الناصر) سنة 567 هــ وعادت مصر مرة اخرى تابعة للدولة العباسية.

 

ليلى الدسوقي

 

 

في المثقف اليوم