أقلام حرة

عماد علي: الانتخابات العراقية المذهبية لتجسيد الديمقراطية الشاذة

عماد عليماهو مقياس النجاح للانتخابات العامة في المجتمعات المختلفة التركيب، لبنان والعراق مثلا، سؤال يصعب جوابه عند المتمعن المدقق المستند على القواعد العلمية لبيان الناتج او استنتاج من الموجود امام الانظار، ولكن يمكن القول، ان التغيير الايجابي الملتمس لدى المراقب، والذي يحصل مابعد الانتخابات في حياة الناس السياسية الاقتصادية الثقافية هو مقياس الجواب الوافي لمن يريد الحقيقة.

ان ركزنا على العراق بلد المختلف الشكل والتركيب والتاريخ وما وصل الى ماهو عليه الان منذ تاسيسه بشكل مغاير جدا ايضا لغيره ومن قبل مستعمريه لافادتهم في المدى الطويل على حساب سعادة الشعوب العراقية باستخدام عقلية تآمرية خبيثة من قبل من بنى حياة شعبه نتيجة خراب غيره او بناءا على بقاء الشر كجذوة دائمة الوقود لضرب هذا المجتمع المنقسم اصلا عرقيا ودينيا ومذهبيا لصالح رخاء شعبه.

ان اختصرنا الطريق، كيف يمكن القول ان اتباع طريق الوصول الى التمسك بوسيلة التخلص من الفخ الدائمي قد بدا ويمكن سلوك الطريق للوصول الى الافق الموجود للتحرير النهائي. فان الديمقرطاية والانتخبات كاهم ركائزها قد تفيد هذه الشعوب المبنية عرقيا ومذهبيا للمجتمع العراقي الموزائيكي لو تمعنا في الحال وما موجود فيه هذا البلد هو انقسامات حادة بشكل علني وليس هناك اي دافع لتوحيده، ومن يدعي الوحدة لا يقصدها الا من اجل اهداف اخرى وفي مقدمتها المنفعة الشخصية والحزبية المصلحية.

البلد لازال تحت وصية المحتل القديم الجديد، اقتصاده يسير بتذبذب مرتفعا مستوى المعيشة تارة ومنحدرا في اخرى رغم الثروات الهائلة في ظل انتشار الفساد والفقر والعوز دون وجود امل صغير للتحرر من تلك القيود المتغلغلة في ثنايا حياة الناس دون ان يتمكن التحرر منها ليبدا السير بشكل طبيعي نحو ما يريد.البلد الذي يعاني من الادعاءات النظرية الفارغة الجوهر والتي يطلقها الكثيرون دون ان يقصدوا حتى حقيقة ادعاءاتهم. لقد غاص هذا البلد في وحل متعددة المكونات متغيرة الطبيعة ولزج ولمس جدا بحيث لا يحتاج لاي دافع للتزحلق المميت.

و به يمكن القول ان الانتخابات الديمقراطية في هذه الارضية وبهذه التركيبة والاجواء وبهذه العقلية لا يمكن ان تاتي بنتيجة في محلها وانما يمكن ان تجسد ما يمكن ان نسميها اضداد الديمقراطية وهي اخطر من الدكتاورية التي كان هذا البلد يعانيها منذ مدة ولامد طويلة.

اذن، فان كانت الانتخابات مظهرية وشكلها غير معلوم المعالم اصلا، فنتائجها غير مضمونة من حيث هدف وجوهرما يقصده المفهوم وما يفرز منه. اي فان ممارسة العمل الديمقراطي لا يمكن ان تبدا بانتخابات في مثل هذه الظروف الموضوعية والذاتية للشعوب التي تؤلف المجتمع العراقي المعلومة التركيب.

باختصار، انها اي الديمقراطية هنا في هذا البلد دون غيره، وسيلة جميلة ومرضية جدا لتجسيد الواقع الموجود والمعروف فيه، بانه منقسم عرقيا ومذهبيا الى حد يمكن ان تؤدي الى الخراب اكثر منه الى تنفيذ ارادة الشعوب نفسها. فانها خطوة نحو ضفاف الوقوع عاليا في بحر المتغيرات الاجتماعية التي تسير فيها العراق منذ تاسيسه غير العادل على ايدي المستعمرين الجشعين الظالمين.

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم