أقلام حرة

صادق السامرائي: التضحيل الثقافي!!

صادق السامرائيضحَل النهر: قلَّ ماؤه

تفكير ضحل: سطحي لا عمق فيه ولا حكمة.

التضحيل: التسطيح

الأمم بحاجة إلى عقول حضارية موسوعية، تزعزع أركان عقولها وتجدد وعيها، وتشحذها بالأفكار المنيرة، والتطلعات الواعدة بإنتصارٍ على حاضرها، وإمساكٍ بمقود مستقبلها.

هذه العقول تصنع تيار الحياة الأرقى، وتمنح الأجيال مناعة ضد اليأس والخسران.

فهل لدينا عقول تجيد الإبحار في دنيا الإنسان؟

من يقرأ ما يدور في مواقع النشر بأنواعها، يصعب عليه العثور على ما يثير الحماس في النفوس، ويلهم العقول أفكارا ذات منطلقات إنجازية نافعة لصناعة الحياة.

السائد، مكتوب بمداد الدموع والدماء، ويقطر بغضا ونفورا من الدنيا.

فهل أن ما فينا ضدنا؟

فالمجتمعات البشرية تنضح ما فيها في محيطها، وما هي عليه يمثل ما تنطوي عليه.

والأمم المقتدرة أوجدتها نخب متقدمة في مناحي مسيرتها، ألهمت أجيالها معاني الصيرورة المثلى، وأهلتها للإنطلاق الواعي نحو تطلعاتها.

إن ما تتصف به أروقتنا الثقافية، يؤكد عدم القدرة على إستيعاب ديناميكيات الواقع، والهروب الجماعي منه، والخوف من مواجهة التحديات، وضعف الإرادة، والميل للإعتماد على الآخر، وتحميله تبعيات ما يحل بنا وما نعانيه.

أما القول بالعمل الجاد المتواصل لتأمين وجودنا العزيز، فقد صار من إبداع الهذيان، ومن أفكار الشيطان، وعلى الناس الخنوع والخضوع، فالمنابر تدعو للسمع والطاعة، وغيرها فحش ومنكر، وخروج عن الصراط المستقيم.

فهل من غوص عقلي عميق لجني جواهر الأفكار العلوية؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم