أقلام حرة

صادق السامرائي: اليأس والإبلاس!!

صادق السامرائيلا بد لنا أن نعترف بآفة اليأس الفاعلة في حياتنا، والقابضة على مصير الأجيال، فما يدور في واقعنا، على المنابر، ووسائل الإعلام، والصحف والمواقع، والأغاني والموسيقى والفنون والإبداع بأنواعه، رثائيات ولطميات.

وكأن أصحابها يحملون المعول ولا يتعبون من التهديم، وأكثرهم صار خبيرا بطروحات التدمير الهائل للذات والموضوع.

إن الحياة ككفتي ميزان، فالصحيح أقلام تكتب عن المثالب والمطالب، وأخرى عن الجوانب المضيئة، ذات الإيجابية التي يمكن البناء عليها وتطويرها.

أما أن تتحول النشاطات إلى تفاعلات سلبية، وكأن الأمة في وجع وأنين، وإنحدار إلى المهين، فهذه كتابات وإبداعات العبث.

الشعراء يبكون ويرثون!!

الأغاني حزينة!!

المنابر تتحدث بمفردات الموت والمآسي!!

الخطب السياسية خالية من الأمل، وتتوعد وتسعى لسفك الدماء، والتلويح بالعقاب والعذاب!!

ما هذه الصورة المخبولة التي نرسمها لوجودنا، ونحدّق بها كالمآليس.

لماذا لا نستعيد رباطة الجأش، ونتعقل ونتعلم كيف نصنع الحياة، ونبني ونزرع، بدلا من الخواء والإنزواء في خنادق العويل.

لماذا نكتب بالدموع والدماء، ونأبى الكتابة بمداد التفاؤل والأمل وحب الحياة؟!!

إنها ظاهرة سقيمة وعلة مقيمة، تستوجب طبيبا مختصا، وإستئصالا جراحيا، لنتشافى منها.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم