أقلام حرة

صادق السامرائي: الكتابة والمؤثرات البصرية!!

صادق السامرائيأساليب الكتابة وتقنياتها تستوجب التغيير في القرن الحادي والعشرين، فأساليب القرن المنصرم لا تتوافق ومعطيات هذا القرن، الذي تسيّدت فيه الصورة وتربعت على رؤوس وصدور الكلمات.

ولكي يكون للكلمة دورها، لا بد لها من مؤثرات بصرية تشد القارئ وتستقطبه.

فكيف نكتب؟

"ما قل ودل" تحضر بقوة، ولو أن كتّاب الأمة الأوائل أشارو إليه، وإجتهدو في إستحضار المفردات الدالة والمؤثرة، وسبك العبارة القصيرة، التي تغني عن قراءة صفحات أو كتاب، كما برعوا في الرسم بالكلمات.

فهل نحن نجيد مهارات ما قل ودل؟

الكتابة التصويرية أو الرسم بالكلمات، بمعنى أن نكتب بأشكال تريح البصر وتجتذب النظر، فالسطور المتراصفة المحشوة بإنكباسية عالية، تبعد القارئ، ولا تساهم في إيصال ما تريده مهما كان مهما ومتميزا، فلا بد من إخراج يتوافق مع أحاسيس ومشاعر اجيال القرن الجديد، وأساليب حياتهم وما لديهم من مهارات تقنية وتواصلية لم تعهدها البشرية من قبل.

فالمطلوب تصوير جذاب لرسم الكلمات فوق الصفحات، فالكتابة أصبحت كالرسم، والكاتب يجب أن يتمتع بدرجة ما من الفنية والقدرة على التذوق الجمالي والتصويري، لكي يتمكن من إنتاج ما يمتع ويؤثر في العقول والنفوس والقلوب.

وعليه، فأن الصحف والمواقع بحاجة لمهارات إخراجية، ذات قوة على جذب القراء وضخهم بالرؤى التنويرية السبّاقة لخطواتهم، والموجهة لمداركهم نحو فضاءات أرحب وآفاق أخصب.

فالمؤثرات المعاصرة أخذت تفرض نفسها على العديد من المواقع والصحف في الدول المتقدمة.

فلماذا نتأخر عن ركب الإبداع؟

وعندنا الطاقات والإمكانات المؤهلة للإبتكار الأصيل؟!!

 

د. صادق السامرائي

15\9\2021

 

في المثقف اليوم