أقلام حرة

رجل عظيم وثلاث نساء

كان أول لقاء لنا بالخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على صفحات كتاب السنة الخامسة ابتدائي إذ لم تخني ذاكرتي، في نص أدبي حول تلك المرأة أم لصبيان جياع، وقد وضعت حجارة في القدر على أنه طعام حتى يناموا.. تلهيهم حتى يرقدوا.. فلما اقترب منها الخليفة دون أن تعرفه عبرت له عن سخطها من الخليفة فما كان منه الى أن أسرع واحضر لها الدقيق وطبخه لهم بنفسه.. ولم يغادرهم حتى أكلوا وشبعوا وترك الأطفال يضحكون بعد أن كانوا يبكون جوعاً...

هذا أول موقف من مواقفه العظيمة رضي الله عنه رسخت في وجداني وعقلي رغم ما قرأته فيما بعد من كتب السير عن عمر الفاروق، لأني أدركتُ في ذلك السن المبكر أن التدين ليس صلاة وصوم وإنما رحمة وإنسانية وتحمل للمسؤولية ...

وثاني لقاء به أيضا كان بسبب امرأة، وربما في أحد خطب الجمعة، ولا أتذكر الزمن، لكن الموضوع هو مكانة المرأة في الإسلام، إذ كيف يمكن لامرأة أن تقول لأمير المؤمنين لا ...لا .. ويعترف الخليفة الورع والعالم والمصاحب للرسول صلى الله عليه وسلم لسنوات، ويقولقولته المشهورة أصابت امرأة وأخطأ عمر.. والقضية كانت قضية تحديد للمهور رأفة بالشباب وتشجيعا للزواج...

وثالث لقاء، أيضا امرأة، وهو لقاء مؤثر، قرأته في أحد الكتب،، وهو من المواقف العظيمة يعكس قوة القرآن الكريم حينما يغزوا القلوب فيحولها من شأن إلى شأن أخر، بل ومعاكس تماما، وتلك المرأة لم تكن إلا أخته فاطمة لما تحدته وقالت له بأنها أسلمت هي وزجها وليفعل ما يشاء وإنها لا تخافه ...وأخذ منها الصحيفة التي كانت في يدها وقرأها ....

قرأها وتأثر وتحرك قلبه وقال ما أحسن هذا الكلام وأكرمه.

***

بقلم عبدالقادر رالة

 

في المثقف اليوم