أقلام حرة

قيمة ما يُكتَب!!

الكلمة فقدت قيمتها، والكتابة أضاعت بوصلتها، والأقلام تحولت إلى حِراب للطعان.

فأين الفكر؟

ليس تشاؤما ولا إنهزاما، بل مواجهة صريحة قاسية مع واقع يأكلنا وأنياب تمزقنا، ونحن في ذروة السكر والغفلة والغثيان، كأن الأرض تدور بنا لوحدنا.

أيامنا نواعير دموع ودماء، ولنحيبها وأنينها أصداء في أرجاء المعمورة الطافحة بالمستجدات.

ملكنا كل شيئ وما فعلنا شيئا!!

ركبنا حصان الأوهام وغرنا على أهوال السراب، وعدنا بخفي حنين!!

وما ألقينا عصانا ولا إسترحنا من مسيرٍ بلا أمل!!

الساميات تحولت إلى نفايات، والرذائل إلى فضائل، والدين إلى أنين، وكل مَن عليها مات بإسم الدين الذي حوّلوه إلى بضاعة للمتاجرة بالبشر المرهون بالتضليل، والمقبوض على أعناقه بأساطين الخداع والضغينة.

كانت الدنيا مشرقة فأمست مغبرة ذات عقابيل إنتهاء وبلاء حتى أكلَ الخسيسُ الطيبَ، وغابت ملامح التفاعل السامق مع الأيام.

كنا نتحدث بلغة الحب، وإذا بنا كالخرسان نجيد التواصل بالإشارات المبتورة والطاقات المهجورة.

مَن أودعَنا في أوعية الخراب والدمار؟

مَن قهرنا بما نملك؟

وأحرقنا بنار النفط، وبأموال الغادرين؟

إنها لعبة الإستحواذ على مصير أجيال تلهو ببعضها، والمتربص بها يأكل منها كما يشتهي.

والعمائم المفتونة بالغنائم، تترنم بفتاوى إنتهاك حرمات الوجود، وتسعى بإسم ربها لإستعباد البشر، وترى أنها تنوب عن الإله.

وقل طارت عمامة وحطت عمامة، والبشر تحت رحمة عمامة، ولكل منها إمامه!!

***

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم