أقلام حرة

ثامر الحاج امين: لا جديد في المشهد القادم

شهور قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات، وكما هو الحال في كل مرة ستنشغل وسائل الاعلام بأخبار المرشحين وتحركاتهم، وستمتلئ الشوارع بصورهم ودعاياتهم الانتخابية التي تفوح منها رائحة الكذب والتملق، وستتولى عدد من القنوات الفضائية الرخيصة تزويق وجه (الممارسة الديمقراطية) المزعومة وتبييض الوجوه المعادة، كما سنشهد فتح دكاكين صغيرة بعناوين جديدة تابعة للمولات ــ الاحزاب ــ المتخمة بالأموال وغيرها والتي يراد منها تشتيت أصوات الناخبين وقطع الطريق على القوى الناشئة الطامحة الى تصحيح المسار وتغيير الحال، يضاف الى هذه السلوكيات الماكرة سنشهد وللأسف مقولة  ميكافيللي حاضرة (سيجد المخادع دائما شخصا يسمح لنفسه بالخداع)، هذا هو المشهد المرتقب والمكرر للمسرحية القادمة، فكل الذي  يحدث في مجتمعنا من زيف اخلاقي اسمه (النفاق) هو أمر مؤلم ومحزن حيث يكاد هذا المرض الاجتماعي يشكل ظاهرة تتجلى بوضوح في المناسبات ومنها أيام الحملة الانتخابية التي يطفو فيها على السطح كل انواع الكذب والخديعة والتملق، فهناك من يتمنى للمرشح الفوز ويعلن له دعمه ومساندته وهو في قرارة نفسه يشكك في كفاءته ونزاهته وحتى يشتمه ويتجنب انتخابه . والبعض يتبنى الترويج للمرشح طمعا في عطياته واكرامياته، وهناك من يدفعه الحرج الاجتماعي والعشائري للقيام بذلك وهو في كل الأحوال نفاق يختلف في اسبابه ودوافعه.

 عن موقفي الشخصي من هذا المرض اروي لكم ان أقرب الاصدقاء لي ومحبة لقلبي يوم رشح نفسه للانتخابات في قائمة لدي ملاحظات عليها واتصل بي من أجل ضمان صوتي وأصوات عائلتي أخبرته في نفس المكالمة انني لن امنحه صوتي لأسباب بينتها له وكنت مقتنعا بها جدا أما عن افراد عائلتي فقد قلت له انهم احرار في اختيارهم وطمأنته انهم متوجهون لانتخابه وسوف لن اتدخل في اختيارهم وهو ما حصل فعلا، ما أريد قوله من كل هذا هو ان نكون شجعانا ونتحدث بالحقائق ونعطي لكل مرشح حجمه ولا نبقى نخدع الآخر او نجامل على حساب الوطن الذي وضعنا مصيره على كف عفريت نتيجة المجاملة وعدم المبالاة بأهمية أصواتنا، لقد حان الوقت للصدق مع النفس والتخلي عن الخداع من أجل قطع الطريق أمام المتاجرين بدمائنا وسعادة ومستقبل أجيالنا ولنهتدي بحكمة المثل الكيني الذي يقول (اذا اتحد أفراد القطيع، نام الأسد جائعا) .

***

ثامر الحاج امين

في المثقف اليوم