تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

محمد جواد فارس: أرض حضارة الرافدين لم تكن يوما للبيع

في البدء اذكركم أن كنتم ناسين ايها الكويتين تاريخنا، نحن شعب أصيل صاحب الحضارات الأولى، ملحمة كلكامش وحمورابي من علم البشرية القوانين الوضعية، واشور بنيبال صاحب اول (براءة اختراع) في تأسيس اول مكتبة في مدينة الموصل،  ونبوخذنصر وجنائن بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع، وسومر وأكد واشور وبابل، هل نسيتم أن العراقيين القدماء من علموا الإنسانية القراءة والكتابة والحرف، وبصرتنا وعلم النحو أضافة للكوفة يشهدون بتطوير علم اللغة العربية. نحن شعب المتنبي والحبوبي والرصافي والزهاوي والجواهري وبدر السياب وسعدي يوسف وعبد الوهاب البياتي، وعبد الرزاق عبد الواحد ولميعة عباس عمارة ونازك الملائكة وجواد سليم صاحب نصب الحرية في بغداد ونوري الراوي وفائق حسن وفنانين اخرين ومنا العلماء من أمثال علي جواد الطاهر وعلي الوردي وومهدي المخزومي ومهدي البصير ومصطفى جواد ومنا المهندسة العالمية زها حديد ابنت الوزير في حكومة عبد الكريم قاسم محمد حديد، والتي شكلت نقلة نوعية في مجال الهندسة المعمارية ومنا الفنانين المطربين من أمثال، يوسف عمر ومحمد القبانجي ووناظم الغزالي وعزيز علي وسعدي الحلي وغيرهم، ونحن شعب الانتفاضات والوثبات كما في ثورة العشرين ووثبة كانون أسقطت معاهدة بورت سموث الجائرة وو ثبات أعوام 52 و54 و56 وثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 المجيدة. هذه المقدمة للتذكير فقط أن نسيتم تاريخ العراق القديم والحديث.

واليوم انتم تريدون الزحف على ارض العراق ومياه، قد تجدون ضعاف النفوس من داخل العراق ومنهم من يتبوء مركز مهم في هذه السلطة او تلك ولقد لعبت الدولة الاستعمارية بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى والانتصار على الدولة الاستعمارية العثمانية المتخلفة، أقدم البريطانيين على أقامة إمارات ومشايخ في الخليج العربي، تخطيط منهم لنهب ثرواتهم هذه البلدان وخاصة معرفتهم المسبقة بوجود النفط ومركز وجودهم على الخليج الموقع الاستراتيجي الحيوي للنقل البحري لبضائعهم وجاءوا بعائلة الصباح لتكون قائمة مقام في قضاء الكويت وتبعوها إلى البصرة.

عندما اعتمد مجلس الأمن في قراره رقم 687 لعام 1991 في ماجاء بقراره في توصيفه للحدود بين العراق  الكويت، على رسالة للمندوب السامي البريطاني في 21 تموز عام 1932 على اساس ان نوري السعيد أعطى تو صيف للحدود ومزورة تحمل اسم نوري السعيد بدون توقيع فقط الاسم، لم يعثر على الوثيقة في سجلات وزارة الخارجية لاحقا، وتأكيد على هذا فقد ذكر صبحي عبد الحميد وزير خارجية العراق خلال عامي 1963_ 1964 أن أصرار الكويتين أيام وزارته على الدخول في مفاوضات لترسيم الحدود يدل على أنه (لوكان لديهم اتفاقيات سابقة او وثيقة حول الحدود مثل وثيقة نوري السعيد ,لقالو هذه حدودنا ثبتوها معنا).

وهل نسيتم أن عبد الله التميمي من أهالي البصرة وكان من صيادي السمك في هذا الخور والذي اطلق عليه خور عبد الله التميمي هو عراقي لايمكنكم أن تقولوا أنه جزء من الكويت وكان العراق قد خطط في القرن الماضي لأنشاء ميناء الفاو الكبير، والعراق محق في مطالبته في جزيرتي وربة وبوبيان ومياه خورعبد الله التميمي  ضمن الاراضي  والمياه العراقية ومع معرفتنا التاريخية أن الكويت كانت هي جزء من البصرة اداريا ونصبت عائلة الصباح كقائم مقام لقضاء الكويت، واليوم تريدون التجاوز على خط 162 لتزحفوا على حدود العراق لا ياسادة، شعب العراق لن يسمح لكم بتجاوز حدودنا، وعند سماعنا بتصريح وزير خارجية الكويت سالم عبد الله الجابر الصباح في تواجده في العاصمة العراقية ولقاءه وزير خارجية العراق وهو يصرح في مؤتمر الصحفي،وهو يشكر المدعو محافظ البصرة أسعد العيداني الذي يعمل من أجل طرد سكان البصرة الاصلاء من ام قصر، العراقيين لكي يستقروا كويتيين لتثبيت عائدية ام قصر إلى الكويت، حقدكم ايها الكويتين على شعب العراق واضح جسدتموه في ام قصر، والتي دافع أبطال القرية دفاعا بطوليا عن الوطن، ولن يتقدمون الأمريكان والبريطانيين بعد ان تكبدوا خسائر بالارواح والمعدات، لولاكم ايها الكويتيين والإيرانيين لبقيت المقاومة تعرقل دخول جيش العدوان، من جنوب العراق.

شعب العراق لن يتخلى عن شبر واحد من الوطن أرضا ومياها، كفوا عن رغبتكم الغير مشروعه في عراقنا. ولا تعتقدو ان شعب العراق اليوم في ضعفه نتيجة الاحتلالات لأراضيه بسبب من الحصار ومن ثم الغزو والاحتلالات الامريكية والبريطاني ودول الاتحاد الأوربي وبريطانياو ايران وتركيا وهيمنة حكام الطائفية المقيته والعملاء، أنه سوف يسكت عن حقه التاريخي، ولا تعتمدو،على كسب ضعاف النفوس من العملاء ومنزوعي الغيرة والضمير على الوطن، بالمال والرشى، والحق المشروع في حدودنا لا يضيع ما زال وراءه مطالبين وطنيين.

***

محمد جواد فارس - طبيب وكاتب

في المثقف اليوم