أقلام حرة

صادق السامرائي: القائد الأعظم والأعلم!!

محمد بن عبدالله، قائد لا يُضاهى وصاحب رسالة خالدة وقدرات إستشرافية خارقة، فلا يوجد في التأريح إنجاز كإنجازه، الذي أتمه في غضون عشرة سنوات، فما أن هاجر إلى المدينة، حتى حولها إلى عاصمة  لدولة مترامية الأطراف، فيها مَن يتبعه ويدين بدينه بلا حرب، أو إجتياحات جائرة كما يحصل أثناء بناء الدول والإمبراطوريات.

والذين يريدون القول بأن كذا كان يجب أن يكون هكذا، ينتقصون من قيمته ودوره ورسالته.

فهو الأدرى والأعلم بدولته ورجاله ومسيرة رسالته ومبتغاها، والذي يؤكد أنه كان على صواب في ترك الأمور شورى بين أصحابه، أن دولة دينه تواصلت من بعده وأسست أكبر الإمبراطوريات وأطولها عمرا.

ولمصداقية صوابيته إستمر الدين وإنضم الناس إليه أفواجا أفواجا، ويمثل أكثر من ربع سكان الأرض.

فهل كان محمد مخطئا؟

وهل كان أصحابه مخطئون، أم أنهم حملوا رسالته بصدق وأمانة ووعي فائق؟

ما حصل من بعده كان لتوطيد دعائم الدين، وتأكيد إرادة الحق المبين، وأفلح الخلفاء كل حسب إجتهاده وإدراكه لجوهر رسالة النبي الذي رافقه منذ إنطلاق دعوته.

أكثرهم رجال دولة ودين، وبعضهم رجال دين وحسب، لا يصلحون للقيادة والإدارة، وكان الرسول يعرفهم جيدا، ولهذا ولى على أمصار دولته من يجد فيهم الكفاءة القيادية، وما ولى من بني هاشم إلا القليل، ومن يبحث في ذلك سيراه بوضوح.

فهل يجوز أن يأتي مَن يسعى للتضليل على أن محمد كان غير مصيب  في أمور القيادة والخلافة، وما جرى من بعده ضد إرادته، فكيف يفسرون إنتشار الإسلام وبقائه، إذا كانت إنطلاقته مبنية على خطأ؟

لابد للعقل أن يكون واضحا في تناول الأمور بعيدا عن التكرار، والإنفعال الساعي لترسيخ إرادة التضليل والإمتهان.

لم يخطئ نبينا ولا أصحابه، ونحن الجهلة المستعبدون بضلال وبهتان عظيم!!.

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم