أقلام حرة

صادق السامرائي: المقروئية المغفولة والكتابات المهدورة!!

ذكر لي صديق بأنه كان يكتب بإسم مستعار، فكانت مقروئيته تتجاوز الآلاف في وطنه، وتنتشر مقالاته في الصحف المحلية ومحطات التلفزة، وما أن بدأ الكتابة بإسمه الصريح حتى هبطت مقروئيته، وتجاهلته وسائل الإعلام؟!!

وسألني كيف تفسر هذه الظاهرة؟!!

لا أريد الدخول بتفاصيل التفسير لأنه لن يقدم أو يؤخر، لكن القراءة على ما يبدو لها علاقة بالمفاهيم العامة السائدة في أي بلد، وخصوصا عندما تعلو على الوطن مسميات لقتله.

ولهذا يكون الإسم الصريح من الأهداف التي يحاربها السائد في البلاد!!

أتصفح مقروئية بعض مواقعنا، وأجدها قليلة بالمقارنة بدول عربية أخرى،  فنسبة القراءة عندنا تأتي قبل الأخير، بينما أكثر قرائها من بلدان المغرب العربي.

أكتب في مواقع مصرية ويتجاوز قراءة المنشور الألف في بعض الأحيان، ومعدل المقروئية أكثر من (400)، بينما في مواقعنا فالمقروئية بضعة عشرات !!

فالإسم في مجتمعنا يؤثر على المقروئية، ويستحضر الأحكام المسبقة، وعليه فمن الأفضل للكاتب الذي يريد أن يوصل رسالته للجمهور أن يكتب بإسم مستعار، لأنهم يقرأون الإسم وليس المكتوب.

ولو توفر القراء لإزدهرت العقول وتنوّرت، ولتولّد تيار ثقافي مؤثر في صناعة الحياة، وتعطيل منطلقات الضلال المتمكن من الوعي الجمعي.

فالتيارات التضليلية تصنعها المنابر، المؤجِّجة للعواطف والإنفعالات السلبية في نفوس الناس.

فكيف نستعيد سلوك القراءة ونصنع جيلا من المنوَّرين بالمعارف والعلوم؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم