أقلام حرة

صادق السامرائي: كل زمان هو آخر زمان!!

تعبير آخر زمان يتكرر عبر الأجيال، يُذكر أن المسلمين توهموا بأنهم يعيشونه، والقارعة واقعة لا محالة، عندما إحتل هولاكو بغداد وأسقط الخلافة فيها.

وبين فترة وأخرى تنطلق أوهام آخر زمان، وفي الوقت الحاضر هناك أبواق راتعة في مستنقعات البهتان، تترنم بأوهامها التي تحسبها من علم اليقين، وتبرر ما يحصل من المآثم القبيحة والملمات الفظيعة على أنها علامات آخر الزمان.

وهذه الحالة تكاد تكون في أديان عديدة، والحقيقة أن الحياة دائرة مفرغة، لا يمكن معرفة بدايتها ولا نهايتها، فالأزل والأبد لا ينفصلان عن بعضهما، والقول بأن الدوران سيتوقف، وشعلة الحياة ستخمد، أشبه بأضغاث أحلام.

من المؤكد بتوفر المعلومات الأوسع عن الكون، أن الأرض، وربما المجموعة الشمسية بأسرها، قد تصبح فريسة لثقب أسود، وعندها ستنتفي، وتتحول إلى غبار كوني، تتلقفها كواكب لا تعد ولا تحصى، وقد يتكوّن منها فيها ما يتكوّن، أو تنمحق ولا يكون لها أثر.

أما القول بقيامة القيامة بأساليب واهية، فهو متاجرة بالبشر وأخذهم إلى ميادين سقر المطلوبة، لتأمين وجود الآخرين متسلطين عليهم ومصادرين لمصيرهم.

ويوم قيام الساعة، لا يعرف آخرا ولا أولا، إنها حالة مباغتة، وإحتماليات حصولها واردة، ونسبة ذلك مجهولة، لمحدودية معارفنا، لكنها تحصل بهجمة كونية إفتراسية، أو عندما تنظفئ الشمس، والأرض تتعب من الدوران، أو تتباطأ قليلا.

لكن البعض يبقى يتحدث عن آخر أيام الدنيا، ولابد من الفظائع لتأكيد أنها النهاية، التي تستدعي مَن يقوّم السلوك البشري، والأديان على مدى قرون عجزت عن تهذيب البشر، بل حولته إلى وحش كاسر بإسم الدين.

فالدنيا بلا أول ولا آخر!!

ومرّغ الناس بالأليم وحدّثها عن النعيم!!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم