أقلام حرة

صادق السامرائي: الأقوياء يفترسون الضعفاء!!

الواقع الكوكبي المعاصر إنقلبت فيه الموازين وعادت عقارب الساعة إلى الوراء فتجاوزت القرن العشرين بكثير، وأصبحنا أمام إنطلاقة إفتراسية متوثبة متوحشة تمتلك أدواتها المتطورة القادرة على الفتك بأهدافها، وتمرير مصالحها وتدمير مَن يتصدى لها ويواجهها.

فالعالم على شفا حفرة من النار!!

ومنذ فترة، تحفزت فيه أسود، وتأسّدت أرانب، وتوسعت ميادين المواجهات وسوح الصولات، وإنتقلت التفاعلات إلى تحديات عدوانية غابية الطباع والتطلعات.

ويبدو أن الكرة الأرضية قد إختل دورانها، وإرتعشت أوصالها، وأطلقت قوانين القوي يأكل الضعيف، في عالم يطغى فيه الإقتدار على الإنهيار، وتنبعج القوى في وديان الإنحدارات الحضارية المنخفضة، وفقا لقاعدة الأواني المستطرقة، فالقوة ما أن تطفح حتى تفيض، وتجري في السهول والمنحدرات المؤهلة للخضوع لإرادتها المنفلتة.

ومن المنخفضات الواضحة والعميقة في العالم منطقتنا العربية، التي فيها قواعد المفترسين، وتخضع ونخنع لإرادة الطامعين بها، وما تمكنت دولها من تحرير إرادتها من القابضين على مصيرها، منذ مطلع القرن العشرين.

وبما أن الأقوياء أخذوا يتململون، ويقتربون من الأزمات الإقتصادية القاسية، فأنهم سينطلقون نحو إفتراس ما يستطيعونه من دولنا لكي يعالجوا أزماتهم الإقتصادية والستراتيجية، وهذا يعني أن الدول الغنية في المنطقة ستكون في أولويات الأهداف، وقد تحصل إحتلالات غير متخيلة، وتفاعلات تساهم في إمتصاص الثروات وتغزيز أسباب القبض المحكم على فوهات آبار النفط، وما يترتب على ذلك من إستلاب وإنتهاب وإذلال وتدمير وخراب.

هذه قراءة معقدة لسلوكيات بشرية تكشف مساراتها شواهد تأريخية وبراهين متكررة عبر العصور.

فهل ستشهد المنطقة تداعيات مصيرية، وتتحول أثراها إلى مستعمرات ودول تحت الإنتداب الديمقراطي الجديد؟!!

وهل سيكون قريبا أم بعيدا ومن أخوات المحال؟!!

***

د. صادق السامرائي

15\6\2022

في المثقف اليوم