أقلام حرة

سراب سعدي: المحسوبية معول من معاول هدم المجتمع!!

كثيرةٌ هي المشاكلُ التي تُنهك المجتمع وتحد من تطوره وازدهاره، ولعل من أكثر المشاكل ضرراً في المجتمع هو الفساد الذي غَيرَ العالم نحو الاسوأ و تشعبت أوجه الفساد بأنواعٍ جمه منها الفساد الاداري والفساد الاقتصادي والفساد الاجتماعي والفساد العلمي والفساد الأخلاقي ومن صور الفساد أيضاً وعلى سبيل المثال لا الحصر هو ظهور الرشوة والخيانة للمسؤوليات من قبل الموظفين وكذلك الاختلاس والسرقة.. إضافة الى "المحسوبية" ورغم أن البعض ينظر إلى المحسوبية بانها مسألة بسيطة ويمكن الاستهانة بها لكن بالعكس المحسوبية خطيرة جداً وهي أزمة متفشية تؤدي إلى ضياع الشباب ودمار الأمم وانهيار المجتمعات. ومع أن جميع الشرائع السماوية نبذت هذا الأمر إلا أن ضعاف النفوس من اصحاب المصالح الذين تغلُب على حياتهم الانانية والجشع فيحاولون الوصول إلى مبتغاهم على حساب الآخرين، ويستخدمون في ذلك نفوذهم في تحقيق هذه المآرب!. وقد تفشت المحسوبية في كل مفصل من مفاصل الحياة وهذا أمر مأسُوفّ عليه والامثلة على ذلك كثيرة ولعل ابسطها تفضيل ابناء المعلمين والمسؤولين في جمع الممارسات المدرسية (درجات،مسابقات، تكريم)على التلاميذ في الصف الواحد وتميّزهم عن غيرهم، فكيف سينظر الأطفال إلى المستقبل وهم في أول السلم من الحياة ويحدث امام اعينهم مثل ذلك النوع من ظلم؟! وكيف ستبنى شخصيتهم؟!، والامثلة كثيرة واذكر منها : التعينات الحكومية واعتلاء المناصب، كتب الشكر داخل المؤسسات، تعاملات في البنوك والدوائر الخدمية، القبولات الجامعية، المنح، الدراسات العليا، المسابقات في جميع المجالات الادبية والعلمية.. الخ القائمة طويلة جداً، وللمحسوبية آثار كبيرة فهي تغبن حق الفرد فيصبح من الصعب التمييز بين الكفاءات المتميزة وبين اولئك الذين وصلوا على اساس الحسابات المعرفية . أما عن آثار المحسوبية والواسطة فهي كثيرة يمكن أن أذكر منها ضياع حقوق المتميزين والموهوبين واصحاب العقول النيرة، انتشار الفقر والجهل و تهميش الآخر، تركيز الاموال بأيدي فئة على حساب الفئات الأخرى، هجرة العلماء والمثقفين واصحاب العقول إلى الخارج من أجل الوصول إلى مجتمع تسوده العدالة والضمير الحي.

ولابد هنا من الاشارة إلى ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل القضاء على هذه الظاهرة ومنها تشريع قوانين وعقوبات صارمة على كل من يرتكب هذا السلوك، اقامة خطط توعية باستعمال أساليب مختلفة لإيصال الفكرة وعن طريق وسائل الاتصال الجماهيري وكذلك وضع رقابة دقيقة في الدوائر الرسمية وغير الرسمية لرصد تلك الحالات وبالإضافة إلى وضع لجان من قبل كافة الوزارات ويفضل أن تكون مرتبطة بخبراء نفسيين مع كوادر اعلامية من اجل قيادة حملات للتوعية والارشاد حول جميع هذه الممارسات الغير صحية في دوائر ومرافق الدولة، وبقيّ أن أذكر أن على الانسان أن يضع مخافة الله نصب عينيه واستشعار مراقبته في السر والعلن ليسمو المجتمع حر نزيه يقوم على اعطاء كل ذي حق حقه وبذلك تعمر البلدان وتصان الاوطان ويعم العدل المساواة بين افراد المجتمع الواحد.

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم