تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: مرض الكتابة!!

الكتابة ربما مرض قبل أن تكون موهبة، والمرض تغيّر الصحة وإضطرابها، ويعني زعزعة المزاج.

الذين يكتبون ولا يعانون من مرض الكتابة يتوهمون بأنهم يكتبون.

وكطبيب عندما أسأل نفسي لماذا أكتب؟

يكون جوابي: لإصابتي بمرض الكتابة!!

وإلا لماذا أكتب وأهدر الوقت متفاعلا مع السطور ولا أجني من وراء ذلك شيئا!!

نعم الكتابة مرض أعراضه إدمانية وعلاماته واضحة!!

زميلي يكتب يوميا، ويؤلف كتبا، ويهديني ما يطبعه منها، وعندما أسأله عن مصير كتبه، يجيبني: مكدسة في كراج البيت!!

ذات يوم قلت له: أنت مصاب بالإدمان على الكتابة، فكأنه إستيقظ من غفلته، وقال وقد إتسعت عيناه: صدقت هذا هو التفسير لما أقوم به، أكتب وأبذل المال لتنام كتبي في ظلمات الصناديق الكارتونية.

المصاب بمرض الكتابة، يكتب يوميا، ويعاني من أعراض إنسحابية إذا لم يكتب، وكأن الكتابة تداوي ما يعانيه.

والعجيب في الأمر، أن دماغ الكاتب يتبرمج على وقت معين يكون فيه جاهزا للكتابة، وتتوارد الأفكار وكأنها السيل المتدفق من علو، ولا يستطيع ردها، بل تتهاطل على السطور، وبآليات متناسبة مع إرادتها القاضية بالتعبير عن غاياتها.

سألت القلم لماذا يكتب، فقال لأني عبد مأمور، ومرهون بكفك الذي تديره عُصيبات الجنون الإبداعية الفاعلة في دماغك المأسورّ!!

إحترت في جوابه...

فمن المجنون حقا ..الكاتب أم المكتوب؟

وهل يوجد جنون؟

ولماذا قالوا أن الجنون فنون؟!!

***

د. صادق السامرائي

22\8\2023

في المثقف اليوم