أقلام حرة

صادق السامرائي: لأنهم أرادوا!!

ما يريده الأقوياء يكون، وما يريده الضعفاء يهون، وذلك هو القانون!!

من عجائبنا إننا نبرر مصائبنا بإرادة الآخرين!!

الأمة أصبحت أكثر من عشرين دولة، إنها إرادة سايكس وبيكو.

العرب يتقاتلون مع بعضهم، إنها إرادة القوى الطامعة بهم!!

العرب في أرزأ الأحوال، إنها مخططات أعدائهم!!

وتردني اليوم على لسان مفكرين ونخب بأن الواقع العربي هكذا، لأن فلان الفلاني قرره منذ عقود، وما رسمه يجري تنفيذه!!

وهذه الآليات الإقترابية تتكرر وتمرر على الأجيال، ويقودها المفكرون والفلاسفة ورموز الأمة بأنواعهم.

ترى هل وجدتم فوق التراب قويا لا يأكل ضعيفا؟

هل وجدتم أسدا يرحم ظبيا؟

إن القوة قانون الحياة المطلق، هي العدل والإنصاف والحرية والديمقراطية والكرامة، وتقرر ما يكون عليه حال الضحايا الأبرياء الذين تحسبهم أرقاما.

أنظروا ما يحصل اليوم، ووفقا لما نرى فأن إرادتهم ستتأكد وإرادتنا ستنمحق.

إنه ديدن سلوكي أدمنت عليه الأمة، ولا تعرف الخروج منه، إنها محبوسة في صندوقه، وغير قادرة على رؤية العالم خارجه، وفي حفرتها الأليمة تتكالب عليها مخالب وأنياب المفترسين الأشداء، وما عندها غير الأنين والصراخ والحداد، والتضرع إلى الله الذي ربما سيكون مع الأقوياء!!

في ديار الأمة وجيع فظيع، بتعاون الحكومات والقوى الفاعلة في المجتمعات، وتبريره جاهز ومعروف.

فالناس تباد بالخطف والقتل والقصف والعدوان الرهيب، وأحياء الأمة الذين ينتظرون مصيرهم المحتوم، يحتجون ويستنكرون ويتظاهرون ويتألمون ويصرخون ويمنعون الماعون، وعن الفعل يحجمون.

فما عندهم سوى أضعف الإيمان، وتحقيق إرادة الذل والهوان.

فما أروع إجتهاداتنا في رمي أسباب مآسينا التي نصنعها على أكتاف الآخرين، ونحملها لرب العالمين!!

و"الأقوياء بكل الأرض قد قضوا...أن لا تُراعى للضعيف حقوق"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم