أقلام حرة

صادق السامرائي: هل يعيش العرب في عصرهم؟!!

سؤال يطرح نفسه بقوة، عندما تتابع التصريحات والمقالات والتعليقات والخطب، والتفاعلات القائمة بين دول أمة العرب. يتحدثون ببراءة وكأن الدنيا مخملية، وذات خصال مهذبة، ورؤوفة رحيمة، وتراعي حقوق الذي لا يعرف حقوقه.

العلاقات الدولية غابية منذ الأزل، والقوى أيا كانت بلا قلب ولا مشاعر، إنها تفترس، فالقوي يأكل الضعيف، ودموع الأقوياء تمساحية الصفات.

فعن أي علاقات إنسانية، ومساعدات أخوية تتحدثون؟

القوى تتربص لبعضها، وتستثمر في مشاكل ونزاعات الضعفاء، وتنهال بقدراتها الفتاكة على الدول "المصكعة " أي التي تتلقى الصفعات من جميع الجهات.

هذه الدولة قاسية، تكيل بمكيالين، وذات إزدواجية في معاييرها، وما إلى غير ذلك من الأوهام والهذيانات، فهل وجدتم دولة لا تكشر أنيابها وتنشب مخالبها في فرائسها؟

ما هذه البلاهة المهيمنة على الوعي الجمعي؟

يا أمة العرب، إنها شرائع الغاب، القوة هي العدل والحق والقانون والدستور، ومفتاح كل شيئ، والضعفاء في قيعان الهوان يتمرغون.

القوي يهاب الأقوياء، ويتأسد على الضعفاء، ويمعن بتدميرهم والفتك بوجودهم، ليستشعر حرارة قدرته، ولذة قوته الفتاكة.

ولا توجد قوة في تأريخ البشرية إمتلكت سلاحا ولم تستعمله، واليوم إنفلتت قوى الدنيا وإهتزت مرابض أسلحتها الرهيبة، مما يعني أن الأرض مقبلة على مرحلة سوداء ذات قساوة بالغة.

و"من لم يكن ذئبا أكلته الذئاب، ومن جعل نفسه عظما أكلته الكلاب"

و"إذا كان الحق للقوة، فمن الحكمة أن لا تكون ضعيفا"

فهل أدركنا أن القوة صراط مستقيم، والضعف أعوج سقيم؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم