تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: الكلمة العليا للقوة!!

ومَن تكن الأسد الضواري جدوده

يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا

القوة هي القانون والدستور والحق والعدل والحرية والديمقراطية، ومَن يتوهم بغير ذلك، فليأتنا بدولة ضعيفة يحكمها القانون والدستور وتعبّر عن الحرية والديمقراطية.

الدنيا منذ الأزل محكومة بالأقوى ومذعنة له ومتربصة لمصيره المحتوم لتنقض على أشلائه، وهكذا دواليك، بين صعود ونزول، وما دامت قوة للأبد.

ذلك أن القوة تستنفذ طاقاتها بالسيطرة على ما هيمنت عليه، وبعد وقت تسترخي قبضتها، وتنمو في ديارها الأشواك  والأدغال، وتنخرها عاهات القوة.

فللقوة عاهاتها وأمراضها التي تقضي عليها.

كم من القوى نهضت وهبطت وإنمحقت، لأنها تستنزف ذاتها، وتمحق موضوعها، وما يجري في عصرنا تعبير عن المعادلة المتوازنة المتصارعة الأطراف، فالقوي إلى ضعف والضعيف إلى قوة.

ومن أعتى أعداء القوة الجبروت، فحالما يدب في سلوك القوة فستنهار آجلا أم عاجلا.

المتجبرون يحفرون قبورهم  بأيديهم، سواء كان المتجبر فردا أو جماعة أو دولة.

وحياة الجبابرة لحين معلوم، إنهم يستَعْدون ما حولهم، ويألبون القِوى ضدهم، فتتكاثر عليهم السكاكين، وتتقطع أوصالهم، وتأكلها القوى الصاعدة المتحاملة التي عانت من جورهم، وستقوم بدورهم من جديد، ونهايتها مرسومة أمامها.

فهل سيرعوي البشر؟

وهل للعدل والإنصاف مكان فوق التراب؟

و"آفة القوة إستضعاف الخصم"!!

وربما لا تحل القوة المشكلة؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم