أقلام حرة

علاء اللامي: نظام الدويلات الطائفية الثلاث في العراق على حقيقته

لم تنكشف حقيقة الحكم القائم في العراق كما انكشفت في جلسة البرلمان التي أطلقوا عليها جلسة طارئة لبحث الاعتداءات الأميركية على السيادة العراقية قبل أيام قليلة: في هذه الجلسات ظهرت دويلات الأمر الواقع العراقية الطائفية والعرقية الثلاث (الشيعية والسنية والكردية) على حقيقتها بكل وضوح، ويبدو أننا على أبواب مرحلة جديدة من صراعات ضباع الطائفية السياسية على الغنائم والمال السحت قد تكون مصحوبة بالتفجيرات والاغتيالات. فقد سجل المراقبون في هذه الجلسة سقوط النصاب وتحول الجلسة من جلسة عادية إلى جلسة تشاورية حيث:

1- لم يحضر أي نائب من العرب السنة الذين قاطعوا الجلسة. والتبرير الذي تردد هو رفضهم لقرار محتمل يصدر من البرلمان بوجوب انسحاب القوات الأميركية من العراق حتى لا تنفرد إيران وحلفاؤها بالوضع العراقي العام!

2- لم يحضر النواب الكرد باستثناء نائبين من الحزب الإسلامي الكردي، والتبرير الذي طُرِحَ هو قول بعض الساسة الكرد إن كل إنجازاتنا (غنائمنا وسرقاتنا) تحققت بوجود القوات الأميركية وسنخسرها كلها إذا خرج الأميركيون.

3- لم يحضر نصف النواب الشيعة وقيل إنَّ الغائبين أكثر من النصف، وحجة هؤلاء كما قال محللون هي إنهم لا يريدون أن يغامروا بالتقدم الاقتصادي الذي تحقق (يقصدون الغنائم والسرقات التي حققوها) ويلقوا في العراق تحت حصار أميركي واضطراب مالي وهذه حجج تافهة سبق وأن وضحنا تهافتها بالأرقام والحجج الموثقة/ رابط 1.

* سجل النواب المستقلون والمنسوبون إلى انتفاضة تشرين – باعتراف نائب من الإطار التنسيقي هو مصطفى سند - سجلوا "حضورا جيدا في الجلسة" وهذه شهادة لمصلحة تشرين والمستقلين رغم كل تحفظاتنا على من يزعمون الانتساب حاليا إلى الانتفاضة الشهيدة المغدورة برصاص الحكم الطائفي التابع، فالذين يمثلون الانتفاضة هم شهداؤها والمخلصون لها ولمبادئها ومثلها الاستقلالية والتحررية الكبرى.

وقد أضاف النائب مصطفى سند أن الجلسة انتهت الى تشكيل لوبي شيعي من عدد من النواب قرروا معاقبة النواب السنة والأكراد بكسر نصاب الجلسات القادمة لعرقلة اختيار رئيس مجلس النواب من الكتلة السنية، بما يعني أن مجلس النواب سيبقى بلا رئيس وهكذا يكون الساسة العرب السنة قد خسروا هذا المنصب كما سيتم منع أي تعديل بالموازنة من شأنه رفع حصة الإقليم الذي سترسله الحكومة بتعديل الجداول. وأعتقد أن هذه التهديدات مجرد كلام فارغ لا قدرة لمن أطلقوه على فعل شيء فالقرارات ليست بأيدهم ولا بأيدي رؤساء كتلهم النيابية بل بيد "المندوب السامي - والسفيرة صاحبة الجلالة إلينا رومانوسكي".

***

علاء اللامي

.....................

1- رابط مقالتي ردّاً على ترهيب العراق بالعقوبات الاقتصادية.

https://al-akhbar.com/Opinion/375770/

2- رابط مداخلة أدلى بها وزير النقل الأسبق والنائب الحالي المستقل عامر عبد الجباروقال فيها أن عدد الحضور لم يتجاوز الثلاثين ويبدو أن بعضهم انسحب ورابط في كافتيريا البرلمان ولم يدخل القاعة!

https://www.tiktok.com/@deco.7777/video/7334712865816956165?_r=1&_t=8jwYvAbwUCb

 

في المثقف اليوم