هايكو

من أجل خلاص الروح!

latif shafiqجسر العبور يلامس

سماء حمراء!

 


 

من أجل خلاص الروح! / لطفي شفيق سعيد

 

مقتبس من مقالة الأستاذة الدكتورة بشرى البستاني بعنوان (الهايكو العراقي والعربي بين البنية والرؤى)

1- إن الذين ينتقدون الشباب العربي على اهتمامهم الراهن بفن الهايكو عربيا وليس يابانيا ينظرون للقضية على أنها مجرد لعب على أهمية اللعب الفني التي يمتلك قوانين اللعبة ويحافظ عليها من الانفراط ، إنها ليست عملية ممهدة ولا يسيرة بل هي طريق محاطة بالمكابدة والمعاناة من أجل (خلاص الروح والعقل والجسد).

2- أما هايكو عربي ذو حركية جمالية قيمة جديدة وأما المغادرة خارج النموذج ، هايكو قائم على ومضة سريعة أو مشهد قادر على احتواء متناقضات تمثل الحياة برمتها هي السكون الذي تموج في داخله حركية تعمل على أطلاق الرؤيا والانفتاح الدلالي الذي يثير دهشة ما.

مقاربتي لغرض التوصل إلى النموذج الأفضل:

1- مابين الخيط الأسود والأبيض هو الوجود عاريا من الأسماء كما تنظر إليه عين الطفل أو فنان في ليل الوجود قبل أن تتخذ الأشياء أسماء لها. (هيدغر)

2- أنني قد أصل أحيانا عند الانتهاء من مقطع واحد لهايكو إلى ما تعانيه المرأة خلال عملية المخاض حيث أملأ كراساتي بعديد من الكلمات المشطوبة والمتغيرة ولا أنتهي منها إلا بعد أن أسمعها لجليستي وقد تعترض على بعضها لأعيد صياغتها بالشكل الذي تثير الدهشة. لطفي

وعلى الشكل التالي:

-1-

سارق محترف

أشعار للبيع:

سوق (مريدي)

 

-2-

كاتب متجول

هايكو هايكو:

لا أحد يستجيب

 

-3-

عصارة أفكاره

زجاجات فارغة-

ماركات أجنبية!

 

-4-

شوارع خالية

ضجيج أبواق-

هل هذا هو هايكو؟كلا

 

الهايكو بلون الشفق هو الهايكو:-

-1-

صوت الناي البعيد

رياح تصفر:

بلبل يصغي

 

-2-

طائر الحب يغني

لقلق فوق عشه-

جناحان بلا رقبة

 

-3-

المطر لا يتوقف

زنابق مستلقية-

أرض بساط أبيض

 

-4-

الغيوم بعيدا أخذت المطر

بكاء خافت:

مزراب ينتحب!

 

-5-

ندى الصباح مبكرا

النمل يختفي!

فراشات بألوان الطيف

 

-6-

بطة فاسقة

كتكوت دجاجة!!

ديك الجيران

 

-7-

جوقة موسيقى

زفة عروس:

عريس شهيد

 

-8-

الشعب يلقي القبض

مسئول في جعبته-

أقنعة متنوعة

 

هايكو وفن:

-1-

عشب أخضر

هنا أنا أغلق عيني-

الفرشاة تختار اللون

(الفنان كاندينسكي)

 

-2-

أمام شباك التذاكر

في كاليري تيت مودرن-

لوحة قصاصات ورقية

(الفنان هنري ماتيس)

 

-3-

جسر العبور يلامس

سماء حمراء!

صرخة في الفضاء

(الفنان أدوارد مونش)

 

-4-

في متحف اللوفر لوحات

التي بدون ظل وضياء-

ليست من صنعه

(الفنان رامبرانت)

 

-5-

في شروزبيري-

ربيع خلف نافذتي

أوراق اللقاح في الهواء

 

17 آيار 2015

 

في نصوص اليوم