روافد أدبية

لا تسألني عن أسرار العيون

فاتن عبد السلام بلانمدخل

كيف لها أن تتوضأ وتتشهّدَ

بين سبّابتيّ الكاف والنون

وأن لا تسحركَ

بأسرارها وشقاوتها

وأن لا ... تكون ..؟

***

لا تسألني عن أسرارِ العيون

الودُ ودي أن أراوغكَ

فالبعض من أسرارها

فيهِ الفُتون

والبعض منها في ركودٍ

إن مرّت بهِ تشارينكَ

هاجَ / ماجَ ... بجنون

***

لا تسألني عن أسرارِ العيون

الربيعُ اخضوضرَ

بالهوى لُبلابهُ

والصيفُ يترنّحُ

على سُلافِ الغصون

و الخريفُ يتلاعبُ

على أراجيحِ أهدابها

و الشتاءُ فيها قاسٍ حنون

***

لا تسألني عن أسرارِ العيون

البراءةُ فيها

مُشاغباتُ طفلٍ

والجراءةُ كجُرأةِ

عاشقٍ مجنون

تخشعُ كناسكٍ مُتعبّدٍ

و تُعرّبدُ كسكّيرٍ

تاهَ في نوبةِ مجون

***

لا تسألني عن أسرارِ العيون

تفتنكَ تسحقكَ

تغويكَ تخدّرك

وتأسركَ بجاذبيةٍ دون سجون

تقتنصُ قلبكَ بسهامها

فتُصيبكَ بدِوارِ الحُبِ

وآخاتِ وآهاتِ الشجون

***

لا تسألني عن أسرارِ العيون

البعضُ منها حين كُنتَ كانَ

و البعضُ إن اِلتقاكَ يكون

فواللهِ يا سيدَ الوسامة كُلّها

يامن تخلّقَ وتأنّق

و تألّقَ ويأتلق سحره

بين الكاف والنون

إن لم تكن في أعماقها

فكيفَ تُرخي أُذنيكَ

لوسوسةِ الحيرة

وهسهسةِ الظنون ؟

وكيفَ لها

أن تتهندمَ وتتغندرَ

في بؤبؤِ غيرك

لتمارسَ شيئًا من الفنون ؟

كيف لها أن تتوضأ وتتشهّدَ

بين سبّابتيّ الكاف والنون

وأن لا تسحركَ

بأسرارها وشقاوتها

وأن لا ... تكون ..؟

***

فاتن عبدالسلام بلان

 

في نصوص اليوم