اخترنا لكم

بداية نهاية الإسلام السياسي

هذا بسبب الضغوطات العنيفة التي ترتكبها تلك الجماعات ضد الإنسان في هذا البلد أو ذاك، ويمكن ملاحظة تلك التحركات في السودان، والجزائر، ومصر، وغزة، والأردن، والسعودية، وهنا في الكويت، وغيرها. ويمكننا أن نأخذ إيران كنموذج لتلك المواجهة، والتي رصدها الزميل العفيف الأخضر في مقالة جميلة له.

يقول الأخضر: في إيران هناك مقاومة شعبية لدولة الشريعة ودون حرج. في السابق،

قبل منع الاختلاط في المدارس والجامعات، كان الشباب المدرسي والجامعي لا يمارس الجنس إلا بعد 3 أشهر من التعارف في المتوسط. أما بعد منع الاختلاط فأصبح يمارسه منذ اللقاء الأول.

 

في عهد الشاه كان معدل البغاء في إيران أقل بكثير من المعدلات العالمية. أما بعد فرض الحدود الشرعية العتيقة فقد تحولت مناطق في إيران، بشهادة صحافتها، إلى ماخور بلا جدران تُمارس فيه كل ألوان «الرذيلة» تحت سمع وبصر ميلشيات «الفضيلة»!

 

منذ العام 1990 لم يعد اسما علي والحسين شائعين بين المواليد الجدد، فقد استبدلا باسمين وثنيين: داريوش «اسم لملوك الأسرة الإخمينية» وأراش «البطل الأسطوري الذي رسم حدود إيران بأربع حجرات رماها في الاتجاهات الأربعة».

 

من ناحية أخرى، تركت غالبية المؤمنين خاصة في المدن شعائر الإسلام. الجامع الذي كان يصلي فيه، في عهد الشاه، بين 3000  و5000  آلاف مصل، لم يعد يصلي فيه إلا 15 شخصا صلاة الصبح، و25 شخصا صلاة الظهر.

 

ولأول مرة عرفت إيران ظاهرة الجوامع والمساجد الفارغة من المصلين. سنة 2000 كشف نائب رئيس بلدية طهران، حجة الإسلام علي زم، في تقرير البلدية السنوي أن 75% من الشعب و 86% من الطلبة تركوا الصلاة.

 

في ختام ولايته، اعترف الرئيس خاتمي للسفير الألماني بأن نسبة من يصومون رمضان هي 2% فقط، وكانت في عهد الشاه أكثر من 80%.

 

في مارس الماضي، أجرت المستشرقة الفرنسية مارتين غوزلان، تحقيقاً عن الثورة الإسلامية نشرته الأسبوعية الفرنسية «ماريان»، عنوانه الفرعي «30 عاماً من الثورة الإسلامية: 30% من الملحدين»!

النسبة هائلة في مجتمع إسلامي شبه تقليدي، خاصة إذا علمنا أن 25% فقط من الأوروبيين يقولون إنهم لا دين لهم و6% فقط يقولون إنهم «ملحدون مقتنعون». ألا يحق لرئيس «اتحاد الملحدين بفرنسا» أن يصرخ مبتهجاً: «مرحباً بالثورة الإسلامية حتى في فرنسا» حيث نسبة الملحدين أقل بكثير منها في الجمهورية الإسلامية!

 

هل يعي القائمون على حركات «التأسلم السياسي» خطورة ردة فعل الإنسان العادي على مسالكهم وسلوكياتهم التي تعارض في الكثير من الأحيان «وداعة» و«رحابة» الدين ذاته؟!! نأمل ذلك.

 

* نقلا عن "أوان" الكويتية

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1366 الثلاثاء 06/04/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم