تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

الرئيسية

العامل والفلاحة .. ايقونة الواقعية الاشتراكية الباقية في الذهن .. لمحات مضيئة من تاريخ الفن (12)

12-HS4ليس هناك اكثر تمثيلا لقوة وعنفوان واصرار الثورة الاشتراكية السوفيتية من تمثال "العامل وفتاة الكولخوز" للنحاتة فيرا موخين الذي انجزته لمشاركة اتحاد الجمهوريات السوفيتية في معرض باريس الدولي عام 1937. حيث ارادت الدولة السوفيتية ان تعلن للعالم سعيها الواثق الحثيث نحو المستقبل السعيد بعد مرور عشرين عاما على انبثاق الثورة البلشفية.

 12-HS

كانت الدولة فخورة بهذا الانجاز فقررت ان تقيمه، بعد انتهاء المعرض، في مكانه اللائق الثابت وسط موسكو كرمز اصيل للثورة وشعارها.وقررت بذلك منح النحاتة جائزة ستالين العليا. كانت النحاتة قد لخصت بفكرتها البسيطة اهداف الثورة الاشتراكية المنصبة على خدمة المواطن: الرجل والمرأة، الكادحان اللذان يصنعان الحياة ويديمانها. الرجل العامل الذي يحمل المطرقة، اداة الانتاج وهو عنصر القوة والعزيمة والاصرار والعمل الدؤوب.

 

12-HS1والمرأة فلاحة المزارع التعاونية (الكولخوزات) التي تحمل المنجل، وهي ام الارض ومصنع الغذاء ومنبع العطاء. وكلاهما يرفعان ذراعيهما ليشكلا شعار الثورة "المنجل والمطرقة". وبذلك اصبح هذا العمل احد الرموز الشاخصة لفن الواقعية الاشتراكية الذي شاع ابان عمر اتحاد الجمهوريات السوفيتية وتصدر المجال الفني دون ان ينافسه اي اسلوب فني آخر بسبب الارتباط الوثيق بينه وبين الايديولوجيا السائدة التي الغت كل مايختلف عنه.

 

12-HS2يقف التمثال، المصنوع من الفولاذ، بارتفاع 25 مترا على قاعدة ارتفاعها 35 مترا ليصبح الارتفاع الكلي 60 مترا. والنصب يعتبر مثالا كلاسيكيا لاسلوب الواقعية الاشتراكية في الفن..

 

12-HS3وبغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا مع الايديولوجيا والاسلوب فحري بنا الاعتراف بان الرائع في الامر هو الاحتفاظ بهذه الشواهد وتخليدها رغم اختلاف الزمن وتغير الاحوال. ذلك ان هذه الاعمال اصبحت جزءاً من تاريخ الشعب وكفاحه الذي ليس من حق اي سياسي او حزب اولجنة ان تمحو اي معلم من معالمه رغم تغير السياسة وانطواء تلك المرحلة.

 

لقد حرصت الحكومة الروسية، وبحكمة ، على ترميم هذا التمثال بعملية شاملة مكلفة استغرقت ست سنوات بين 2003 و2009 حيث تم افتتاحه من جديد وسط احتفال مهيب اعاد للاذهان في مختلف بقاع الارض ان عالمنا لن يستقر بهيمنة قوة دولية كبرى واحدة، ولابد من العودة الى التوازن من اجل الاستقرار والسلام والتقدم لكل من يعيش على هذه الارض

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم