حوارات عامة

حوار مع المخرجة روان الضامن ..

وقفة مع "ريمكس فلسطين" الذي اقض مضاجع اسرائيل بنسخته الإنكليزية فحاربوه بكل ما أوتوا من قوة  

 الضامن: قال لي، سميح القاسم، حين رآني مكتئبة ذات يوم "روان نحن الفلسطينيين لانملك ترف الاكتئاب"

 

مجموعة أعمال وثائقية هادفة تجاوزت المحلية الى العالمية في فترة قياسية بكل المعايير، حصل موقع إلكتروني يضمها على جائزتي (أفضل فريق رقمي للعام الجاري) و(الابتكار الرقمي) بالتنافس مع مؤسسات إعلامية دولية لها باع طويل جدا في هذا المضمار كالغارديان، وبي بي سي، وهافنغتون بوست الدولية، والقناة الرابعة البريطانية، وفايس نيوز والتايمز اللندنية للفوز بواحدة من أهم الجوائز العالمية في حفل جوائز الإعلام الرقمي التي اقيمت في العاصمة البريطانية لندن، لتحصل صاحبة فكرة وقائدة مشروع "ريمكس فلسطين التفاعلي"،  المخرجة  روان الضامن، و بعد اشهر قليلة من التكريمين السابقين على "جائزة الإبداع الإعلامي" لعام 2015 من مؤسسة الفكر العربي ومقرها بيروت، ما يؤشر الى ان القضية الفلسطينية بإمكانها الوصول الى العالمية التقنية في حال تقديمها بطريقة مبتكرة وجديدة خارج عالم الشاشة الصغيرة والتي أنتج من أجلها أصلا، بهدف تلافي النقص الشديد في الرواية الصحيحة عن فلسطين عالميا،  وكان لابد لنا وبعد كل هذه الإنجازات الكبيرة التي تخدم القضية المركزية الأم وفي وقت قياسي ان نحاور العقل المدبر وراء المشروع الإعلامية "روان الضامن" عن هذا الإبداع الوطني الذي اقض مضاجع الكيان الصهيوني ولا اقول اسرائيل.

 

* كيف تمكن فريق صغير جدا من محترفي البرمجة والتصميم والصحافة المعلوماتية والرقمية وبالتنسيق مع مخرجي الأعمال الوثائقية الجادة، من ان يقدموا نافذة تفاعلية غير مسبوقة للعالم لموضوع سياسي وتاريخي عميق يغطي جوانب القضية الفلسطينية بصريا ومعلوماتيا، عبر مقاطع الأفلام الوثائقية والخرائط التفاعلية وغيرها؟

- بحمد الله عز وجل، تمكنا في إطار فريق صغير مخلص من إنجاز هذا الموقع الإلكتروني. الحقيقة أن العمل وراء ريمكس فلسطين ابتدأ منذ وقت طويل، وبالتحديد منذ عام 2008 حين بدأت بإعداد وإخراج سلسلة النكبة عن القضية الفلسطينية، وهي سلسلة في أربع ساعات وثائقية ترجمت إلى اليوم إلى عشر لغات متاحة على اليوتيوب، بما فيها لغة الإشارة.

حين بدأت العمل على سلسلة النكبة، وكفلسطينية مطلعة على تاريخ وواقع فلسطين، اعتقدت أنه من الصعب، خاصة مع عشرات بل مئات الافلام الوثائقية والدرامية عن فلسطين، أن أقدم جديدا على مستوى المضمون والصورة، لكني مع بدايات العمل، ومشاهدة عشرات الساعات الوثائقية والدرامية الصهيونية لمحاولة الرد عليها، وجدت أن هناك نقصا فادحا وغير مبرر في الأعمال الوثائقية الحقيقية عن القضية الفلسطينية، وأقصد ب"حقيقية" تلك القائمة على المعلومة الموثقة المدققة المبذول جهد عميق في البحث عنها مع شكل بصري جذاب ومناسب للعصر الذي نعيش مع حبكة تشويقية تجعل المشاهد لا يمل من تلقي المعلومات على لسان الراوي (إن وجد) أو الضيوف. وبعد بث سلسلة النكبة على شبكة الجزيرة ثم عرضها في العديد من المهرجانات الدولية، اكتشفت الحاجة الماسة "عالميا" وليس "فلسطينيا وعربيا" فقط لأعمال عن القضية الفلسطينية، فنحن نعتقد، والمتضامنون معنا يعتقدون، أننا نعرف الكافي والكثير، لكن الواقع أن الكثير غيّب عنا عمدا وقصدا. وهكذا وجدت انني كمخرجة فلسطينية لا يجب أن أكتفي بإخراج أعمال بنفسي عن فلسطين، لأنني وإن عملت ليلا نهارا، وهذا ما أعمله منذ 15 عاما، لن أستطيع في عام أو عامين أن أنهي عملا وثائقيا واحدا، بينما لو أشرفت على إنتاج خارجي من بعيد مع نخبة من المخرجين والمنتجين الفلسطينيين والعرب، فسأستطيع أن أنقل أفكاري وطريقتي في العمل لفرق ميدانية متعددة، وهكذا بدأت الإشراف مع فريق صغير جدا على برنامج "فلسطين تحت المجهر" والذي استطعت من خلاله خلال السنوات القليلة الماضية متابعة إنتاج عشرات الأفلام عن فلسطين من الفكرة إلى ما بعد البث، وكذلك بتعاون مع قناة الجزيرة الإنجليزية تم ترجمة هذه الأعمال من اللغة العربية إلى الإنجليزية وبثها للجمهور العالمي. أذكر عندما بدأت البحث لفلم النكبة أواخر عام 2007، كان الفيس بوك كوسيلة للتواصل الاجتماعي جديدة بين الزملاء في العمل، وكانوا يتحدثون عن الفيس بوك كاختراع جديد، لكن مع عام 2014 وثورة التواصل الاجتماعي، وجدت أن الفلم الوثائقي لا يجدر أن يبقى حبيس الشاشة التلفزيونية واليوتيوب، وأنه يجب أن ينطلق إلى مجال مختلف جديد، ولذلك بدأت البحث مبكرا عن تقنية جديدة مختلفة، وعلى مدى سنوات كنت أطلع وأبحث، إلى أن تعرفت على تقنية تتطور منذ عام 2010 تقريبا تختص بارتباط الفيديو بالنص، وراسلت مع زميلي في العمل محمد حداد، وهو منتج أول في قسم الموقع الإلكتروني للجزيرة الإنجليزية، المبرمجين الذين يعملون على هذه التقنية، وهي تقنية مفتوحة لكل الناس، وليس احتكارا، وأقنعتهم نشكل فريقا صغيرا لثلاثة شهور فقط ونطبق التقنية التي لديهم على المضمون الذي لدي، وهو أولا21  ساعة وثائقية عن فلسطين بأربعة لغات، أي 84 ساعة تلفزيونية، ولم يكن التحدي سهلا، فهذا يعتبر كما كبيرا جدا من العمل على مستوى الفيديو والنص، وكذلك على مستوى تقطيع الفيديو وتقطيع النص، كما أنني عملت أيضا مع فريق صغير لإنتاج مضامين مساندة لهذه الأفلام من خرائط تفاعلية وتسلسل زمني تفاعلي وتعريفات إضافية واختبارات، لتكون رافدا لمن يريد استخدام هذه الأفلام في إنتاج مواد بصرية عن فلسطين أو في عملية التعلم عن فلسطين.

لقد كان همي منذ عدة سنوات أن العديد من الشباب والشابات لا يشاهدون التلفزيون بالطريقة التي عرفناها نحن من مشاهدة التلفاز في العقد الماضي، وأنهم يشاهدون على اليوتيوب مقاطع بمدد قصيرة محدودة، ولذلك هدفت من ريمكس فلسطين أن يستطيع هؤلاء الشباب أن يصلوا للمضمون الوثائقي عبر الإنترنت ويشاهدوا أي مقاطع قصيرة هم يختارونها بأنفسهم ويشاركون بها على وسائل التواصل الاجتماعي.

أعتقد أن السر وراء نجاحنا بحمد الله، تقنيا ومعرفيا، أن الفريق كله آمن بالفكرة، ووجد أنه لا بد أن نقدم شيئا لفلسطين، المبرمجون الذين لم يكونوا يعرفون شيئا واحدا عن فلسطين كقضية أو كظلم واقع، احسوا سريعا بعد مشاهدة جزء من الأعمال الوثائقية أن هناك مبدئا وهدفا سيسعدهم أن يكونوا جزءا منه ويقدموا له شيئا، لذا عملنا ليلا ونهارا ثلاث أشهر كاملة لإطلاق الموقع بنسخته الأولى قبل التحسينات والإضافات على مدى العام الماضي 2015.

 

* فاز موقع "ريمكس فلسطين" التفاعلي بجائزة تكريمية من الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم الرقمية في نيويورك "جوائز ويبي" والتي يطلق عليها "أوسكار الإنترنت" في دورتها التاسع عشرة لعام 2015، عن فئة "أفلام الفيديو على الشبكة، بمشاركة 13 ألف متقدم من 60 دولة، وتم اختيار "ريمكس فلسطين" مع ثلاثة مواقع إلكترونية أخرى عبر العالم في فئة "أفلام الفيديو على الشبكة" لـ"جودته الفائقة" كيف أمكنكم ذلك؟

- لقد اعتمدنا على تقنية تطورت عبر سنوات خمس "تقنيا" لكنها لم تطبق ولا مرة واحدة عربيا، وحاولنا تطبيقها بأعلى درجات الجودة. عربيا بالطبع كان هذا التطبيق لهذه التقنية وما زال الوحيد، فالمحتوى العربي التقني على الإنترنت ما زال ضعيفا جدا مقارنة باللغة الإنجليزية. جائزة الويبي، وكانت الجائزة الأولى التي نحصل عليها في مارس/آذار عام 2015 كانت بالتركيز على الجانب التقني، وما أعجب لجنة التحكيم في "أوسكار الإنترنت" أن الموقع يسمح للمستخدم أن يختار أي مقطع فيديو يريد من أي الـ 84 ساعة ويلصق المقاطع ببعضها بعض بسهولة عالية ويبني فيديو جديد. هذا التطبيق بهذا الشكل كان الوحيد عالميا في ذلك الوقت، لذا كنا في الريادة التقنية في هذا المجال. لكن جائزة الويبي كانت جائزة تكريمية، تبعها بحمد الله جائزتا الإعلام الرقمي في لندن، وكانتا للفريق وآلية عمله وللابتكار التقني في يونيو/حزيران 2015، ثم جائزة الإبداع الإعلامي في كانون الأول/ديسمبر 2015.

 

* اضفتم حلقات جديدة من برنامج "فلسطين تحت المجهر" على موقع ريمكس فلسطين، بعد أن ترجمت إلى لغات اخرى  وهي حلقات "حكايات من الانتفاضة الأولى- الجزء الأول والجزء الثاني"، و"فسيفساء" حول يهود المغرب، و"منسيون خارج الوطن" لماذا برأيك هذه الإضافة وهل سجلت حضورا وبالأخص انها تعرض عبر شبكة الجزيرة؟

- بعد الإطلاق الأول نهاية عام 2014، تم إضافة ساعات وثائقية جديدة للموقع، وهي ساعات في أعلى مستوى من الجودة التقنية ونمتلك حقوقها وتوثيق حقوقها لنستطيع إضافتها، لذا وصلت عدد ساعات الموقع حاليا إلى 120 ساعة وثائقية، بينما عند الانطلاق كان مجموع الساعات 84 ساعة وثائقية. إن الأفلام التي تمت إضافتها مؤخرا، وأتحدث مثلا عن "فسيفساء" تناولت قضية مسكوت عنها تماما في الإعلام العالمي وهي أن جزءا من يهود المغرب، تركوا المغرب أواخر الخمسينات وأوائل الستينات نتيجة عمل الدعاية الصهيونية والموساد المكثف، اكتشفوا بعد أن وصلوا "إسرائيل" وعاشوا فيها أنهم يريدون العودة إلى المغرب، وهنا تبدأ الحكاية، في هجرة عكسية لليهود العرب، يتحدثون بنقدية عن حرص إسرائيل على تقديم نفسها للعالم دولة أوروبية وتجاهل اليهود العرب وتهميشهم، إضافة إلى هوية اليهود العرب "العربية" التي تم قمعها وحصارها لخلق فكرة "الصهيوني الجديد" الذي هو بالضرورة يحتقر العرب وينظر إليهم بدونية!

 

* في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 اطلق "ريمكس فلسطين " ليسجل حضورا تفاعلياً باللغات العربية والإنجليزية والبوسنية والتركية، حدثينا عن الإرهاصات التي تبلورت في اطارها الفكرة وكيف تم تحويل الحلم الى حقيقة ملموسة؟

- فعلا، كان حلما وتحول الى حقيقة، إن الأمر كان صراعا مع التقنية بالاساس، خاصة ما يتعلق باللغة العربية، لان تحويل الصوت باللغة العربية إلى نص، خاصة حين لا يكون باللغة العربية الفصحى، بل بالدارجة أو العامية، ما زال لم يصل لمستوى متقدم، لذا كان التحدي التقني كبيرا جدا، كما أن تحدي الوقت كان عاملا إضافيا، فمع محدودية الموارد للفريق واهتمامنا أن يتم الإطلاق في يوم الأمم المتحدة العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو ذكرى التقسيم أيضا، وضع تحد إضافي، كما أنه تحدي عمل شيء جديد، فمنذ اللحظات الأولى للتخطيط الفعلي لبدء العمل للموقع الإلكتروني صيف عام 2014 واعتماد مدير عام شبكة الجزيرة بالوكالة د. مصطفى سواق للفكرة، إلى غاية إطلاق الموقع في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014 لم أكن أعرف كيف في النهاية سيكون شكل الموقع فنيا وموضوعيا وتقنيا، لأن التحدي لم يكن بسيطا على كل المستويات، لكني كمشرفة على المشروع تحريريا ولوجستيا بكل تفصيلية من تفاصيله، كنت مؤمنة أن الله سبحانه وتعالى سيوفقنا لأن نيتنا جميعا في الفريق كانت تقديم شيء للقضية الفلسطينية إعلاميا وتعليميا.

 

* كلمة "ريمكس" تعني فلمك أو قصتك التي أعدت بناءها باستخدام أفلام الموقع وأدواته المتقدمة تقنياً، ماذا يعني ذلك؟

- أطلق على الموقع اسم ريمكس فلسطين مدير موقع الجزيرة الإنجليزية الزميل عماد موسى، وهو كان من أشد الداعمين لفكرة ريمكس فلسطين، وكلمة "ريمكس" تقنيا تعني قص ولصق أجزاء مختلفة لتشكيل شيء جديد، وهي كلمة أجنبية لكنها أصبحت مستخدمة عربيا على نطاق واسع، خصوصا في مجال الأغاني. وقد كان الاسم مناسبا جدا للفكرة، ذلك أن فكرة الموقع الإلكتروني أنها تسمح للمستخدم بقص ولصق أجزاء مختلفة من الفيديوهات والأفلام المتوفرة ليبني قصة جديدة عن فلسطين ويشرك بها مباشرة أصدقاءه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وغوغل بلس وإيميل. لقد قال لي أحد الزملاء إن فلسطين نفسها هي "ريمكس" اليوم، وهذا صحيح، فمع تقطيع أوصال فلسطين إلى الضفة الغربية والداخل الفلسطيني وقطاع غزة، تم  تقطيع الضفة الغربية إلى كانتونات تحيط بها المستوطنات الإسرائيلية المسلحة التي تحتل أكثر من ستين بالمائة من مساحة الضفة الغربية، أصبحت أرض فلسطين "ريمكسا" حقيقيا بحاجة للوحدة والتحرير. ولكني رغم كل هذا التقطيع، وملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يسمح لهم حتى بزيارة فلسطين، ما زلت أرى أن ما يجمع الفلسطينيين أكبر بكثير مما يفرقهم، ففقدان الوطن يجعل كل فلسطيني معه جواز سفر أمريكي أو وثيقة لبنانية أو محاصر في غزة يشعر أنه "فاقد للوطن" وأنه "محروم" من الوطن، وبالتالي تتجذر فيه المشاعر الوطنية الفلسطينية.

 

* حصلت على جائزة مؤسسة الفكر العربي في بيروت عن برنامج "ريمكس فلسطين" لماذا برأيك تم اختيارك للجائزة؟

- أعتز كثيرا بهذه الجائزة، التي سلمني إياها مؤسس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل الذي قال "في ظل التناحر المهين بين القبائل والطوائف والأجناس في الوطن الحزين تنسى فلسطين".

 أنا سعيدة بهذه الجائزة ليس لأنها الجائزة العربية الأولى التي تهتم بفلسطين، فكل الجوائز السابقة كانت أمريكية وأوروبية، لكن لأنها جائزة لم تركز على الجانب التقني في المشروع، بل ركزت على الجانب الإعلامي والفكري، فجميع الأعمال الوثائقية في ريمكس فلسطين هي تقدم فلسطين بطريقة مختلفة، تقدم جوانب لا يهتم بها الإعلام التقليدي أو الإخباري، بل تركز على الجوانب الوثائقية التي تصف حياة الإنسان في التاريخ والوقت المعاصر، وتقدمها برؤية عربية وإنسانية شاملة، وهذا أحد أهداف مؤسسة الفكر العربي التي قدمت منذ تأسيسها منذ قرابة 15 عاما اهتماما بفكر عربي إنساني شامل، وحدوي لا إقصائي، يعلي من قيمة الإنسان العربي وحريته وكرامته عبر الثقافة والفكر والتواصل، وهو ما نحن في أمس الحاجة إليه اليوم مع الدم العربي النازف من ليبيا إلى سوريا، ومن اليمن إلى العراق. وهو ما حرصت في جميع أعمالي الوثائقية من سلسلة رائدات عن النساء الرائدات في الوطن العربي (عام 2007) إلى سلسلة النكبة (عام 2008) والسلام المر (عام 2009) ثم سلسلة اصحاب البلاد عن فلسطيني الداخل (عام 2010) ثم الطريق إلى 25 يناير (2011) وصولا إلى ثمن أوسلو (عام 2013) على تقديمه لمشاهد عربي أولا وعالمي ثانيا أحترمه وأقدره كثيرا.

 

* تودّد الموقع إلى الفلسطينيين والعرب عبر عبارة (مُحيت فلسطين عن خارطة العالم ..هنا نوثّق بالخرائط والصور)، ترى ماهي ردة فعل الصهاينة ازاء هذا الفعل الذي يمحو ماخططوا له ويخططون من محو مبرمج لفلسطين وتراثها من الخارطة البشرية والتاريخية هل تعرضتم الى هاكرز ..كراكرز ... هجوم اعلامي من قبلهم؟

- بالطبع، المشروع الصهيوني، والذي يرى أنه ما زال في بداياته، يحارب كل رواية تضاد روايته، ولأننا نرى أن "من يملك الرواية، يمتلك الأرض" فإن الصراع على التاريخ والرواية في صلب اهتمامي. لاحظت أن المشروع الصهيوني لا يركز على النسخة العربية من ريمكس فلسطين، ولا على النسخ البوسنية والتركية، لأن معظم البوسنيين والأتراك مناصرون للقضية الفلسطينية، لكن النسخة الإنجليزية هي التي تتعرض لمحاولات الهجوم التقني والمحاصرة من الاقتحام عبر مواقع البحث مثل غوغل  وحتى المحاربة عند الفوز بجائزة، وقد تعرضنا لكل هذا. لقد بدأ ريمكس فلسطين يستخدم كجزء من المنهج الدراسي في عدد من الجامعات في بريطانيا وهولندا وفلسطين، ومنذ الحصص الأولى بدأ المناصرون للمشروع الصهيوني من أساتذة وأكاديميين هجوما على الموقع، أحيانا بشكل علني وسافر، وأحيانا بشكل خفي ومستتر. أذكر كيف تم ترشيحنا لجائزة ووضع اسمنا على الموقع الإلكتروني ثم بعد 24 ساعة وبعد ضغوط المشروع الصهيوني تم محو اسم "ريمكس فلسطين " نهائيا وكليا من قائمة من فازوا بهذا التكريم! الواقع أن المشروع الصهيوني "مشروع" بكل معنى الكلمة أي أنه يجند الأشخاص والموارد المالية والخطط الواضحة للوصول للهدف، بينما معظم أعمالنا نحن الفلسطينيين والعرب هي جهود صغيرة محدودة تقوم على التضامن والتعاطف والتطوع لذا فإن الأفراد لا يراكمون الخبرة المطلوبة والموارد المالية التي قد تبدأ قوية تشح مع الزمن، ولذا أجد لزاما علينا أن نمأسس مشاريعنا أكثر لنكون على مستوى التحدي.

 في أحد لقاءاتي مع الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، رحمه الله، ذكرت له أني محبطة من محاولاتنا الاختراق على المستوى الإعلامي والتقني العالمي من أجل قضية فلسطين بالأعمال الوثائقية وفشلنا في أكثر من محاولة وقلت له أنني "مكتئبة" فرد علي مباشرة: "روان، نحن الفلسطينيين لا نملك ترف الاكتئاب".

 ومنذ ذلك اليوم، وتلك الجملة ترن في عقلي كلما واجهت عراقيل وعقبات وأعداء النجاح وأعداء فلسطين، أبقى أعمل وأقول أن العمل المتفائل وحده هو طريقنا من أجل الحرية.

 

* سؤالي الأخير، ما جديد روان الضامن في 2016؟

- أولا أهديك، أخي أحمد، ولقرائكم الكرام في العراق الحبيب أطيب الأمنيات مع عام جديد، جعله الله عام أمن وأمان على وطننا العربي الذي يسعى الجميع لتمزيقه، فما حصل ويحصل في فلسطين، حصل ويحصل الآن في أكثر من مكان في وطننا العربي لأننا سكتنا عن فلسطين، ولم يكن واضحا أن الأمر ليس مستهدفا به فلسطين وحدها، بل الأمة العربية كلها.

 سأحرص في 2016 أن يصل ريمكس فلسطين ليكون جزءا من المنهج الرسمي والنشاط اللامنهجي في أكثر من مكان في وطننا العربي وفي الخارج لأن أملي في الأجيال القادمة التي ستتسلح بالعلم والمعرفة والمبادئ والقيم لتستطيع مقارعة المؤامرات الصهيونية التي تحاك لنا.

في المثقف اليوم