تقارير وتحقيقات

السّنونو يتألّق مسرحيّا لغة وأداء

ضمن نشاطاته الفنيّة تبنّى مخيّم السّنونو بإدارة وإرشاد الأديبة التّشكيليّة رجاء بكريّة ثلاثة عروض مسرحيّة توزّعت بين خيال الظل ، الحكاية الممسرحة، والمسرح الحي.

"أخرج اليوم بمعتقد جميل يقول أدفئوا أرواحهم يمنحوكم حقولا لا تنتهي من زهر عبّاد الشّمس"     

 

ثقافة المسرح  في السّنونو

538-sanono1"العروض المسرحيّة المكثّفة هدفها تأكيد حاجة الطّفل لعالم يدهشه. لقد هيمنت الدراما أكثر من سواها لأنّني أفهم تماما أنّ الإدهاش في الدراما هو مفتاح علاء الدّين إلى القنديل، والقنديل هو الخشبة الّتي بحثت عن مفاتيحها في تساؤلات الأطفال. كنت أختبر علاقة الثّقافة غير الموجّهة بمخيّلة الطّفل وروحه كي أصل إليه" بهذه الكلمات علّقت مركّزة المشروع، بكريّة على الأطر الّتي هيّأتها لأطفال السّنونو.

 

 

 

وأضافت:

rajaa_bakrya" بحثت عن دفيئة تملك من الفوضى الحسيّة بمثل ما تملك من الحميميّة الفكريّة، لا تعارض بين الفكر والمخيّلة، ولذلك يستطيع الطّفل أن يحيل عقله إلى وسادة تتصارع فوقها أحلامه. هذا ما حاولت أن تفعله الدراما. لأنّهم أطفال وتأخذهم غريزة المتعة يمكنّهم أن يقرّروا فشل المسرح أو نجاحه ووفق ذلك نستطيع أن نوجّه ذائقتهم عبر الإنتقائيّة في الدراما المقدّمة إليهم، ومنذ نعومة أظافرهم"

 

عرضت دراما على قدر عال من المهنيّة. وحين انتقلوا من الفعل الدرامي إلى الألوان الدراميّة من خلال الورشات الفنيّة المكثّفة استطاعوا أن يبدأوا استيعاب العلاقة بين ألوان الخشبة وألوان اللّوحة، وكم تأخذ إحداهما من الأخرى. لقد كان مشروع السّنونو أدبيّا وتعبيريّا بالدّرجة الأولى لكن إحالته إلى مهرجان فنّي حدث من منطلق الحرص على إثبات لغة الفن كبديل ومكمّل في آن للغة الأدب. وعن هذه التّجربة تضيف بكريّة:

" لقد أضفت الدراما مساحات واسعة من الضّوء، والجمال الرّوحي على الأطفال وعليّ أنا أيضا، لا أذكر متعة كهذه من قبل مع أفكارهم وهواجسهم وتساؤلاتهم، وحبّهم غير المحدود لما أفاجئهم به"

538-sanono2ولعلّ التجسيد الفنّي لشخصيّات المسرح أغنت مهنيّتهم على نحو لافت، فكرة تجسيد الشّخصيّات جعلتهم يفكّرون بكتابة الحوار الأدبي بين شخصيّات متخيّلة أرادوا أن يصنعوا منها عرضا مسرحيّا، ونحن لن ننسى أنّ خلفيّات هؤلاء الأطفال ورشات مكثّفة في التّعبير الكتابي والنّص القصصي. 

العرض الفكاهي لمسرح الجوّال أغلق هذه الثّلاثيّة الدراميّة " بس من غير زعل" وقد جرت محاولة لتمثيل العلاقة بين الكاريكاتورة الفنيّة والكاريكاتورة الدراميّة،

" هذا الموضوع يشغلني كثيرا في سياق الإثراء، وقد عالجته مع الأطفال فترة لا بأس بها، وكان طموحي أن أصل للعرض البانتوميمي، لكن لأسباب تقنيّة لم تتحقّق الفكرة"

لقد شهد مسرح الجوّال تفاعلا نوعيّا جميلا انعكس في تساؤلات الأطفال واستفساراتهم، ومحاولات عثورهم على إضافات لتطوير سياق العرض.

538-sanono3" لديّ أطفال أبناء ثلاث وأربع سنوات شاركوا في هذه الورشات. ولإيماني بهم كان يهمّني أن أحدّد الخيارات والبدائل لرغباتهم، ووفق خطّة مبرمجة كالّتي قمت ببنائها كي أدعم إيمانهم بصورة الآخر في مخيّلتهم الخصبة، وأصقل قدراتهم في آن. لقد أكّد لي هذا المخيّم فداحة التّقصير الحاصل في مدارسنا وبرامجنا اللامنهجيّة. والحاجة لردّ الإعتبار لحقّ الطّفل في تأسيس دفيئة تخصّه هو وحده، لأنّه يثبت لنا دائما أنّ عالمة أشدّ خصوبة من عوالمنا غير المتصالحة مع خياراتها،"

واختتمت انطباعاتها بالقول، "أخرج اليوم بمعتقد جميل يقول أدفئوا أرواحهم يمنحوكم حقولا لا تنتهي من زهر عبّادالشّمس"     

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1130  الاربعاء 05/08/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم