تقارير وتحقيقات

أنا عراقي أنا أقرأ .. شباب يُحلِّق على متن كتاب / أسماء محمد مصطفى

والكتاب له أن يفتح للإنسان آفاقاً لم يتصورها موجودة قبل أن يرافقه .. فهذا الذي بين غلافين فيه عوالم لانهائية، كلما أبحر فيها الإنسان وجد المزيد من الحيوات التي تستفز فضوله ليكتشفها ..  

وحلمهم برق في لحظة رسموا فيها خطوات الآتي ليحلقوا على متن كتاب حيث الحياة ..

هم في البدء كانوا أربعة، إتخذوا من صفحة المشروع في الفيس بوك حاضنة لأفكارهم، وهناك  جذب الحلم آخرين، وشيئا فشيئاً ازدادت شعبية الصفحة، ومنها كان الإعلان عن تجمع الشباب العراقي في حدائق أبي نؤاس يوم 29 من أيلول 2012، ليكون فعالية رمزية للقراءة وتشكيل علاقة ألفة وصداقة حقيقية مع الكتاب، وخلال المدة المحصورة بين الإعلان عن موعد التجمع وتحقيق الفعالية قاد الشباب حملة في شارع المتنبي للتبرع بالكتب، حيث تفاعل المثقفون والمثقفات مع الحملة وتبرعوا بالعديد من الكتب، حتى الأطفال أسهموا بالتبرع بمجلات مخصصة لأعمارهم الندية .

المشروع الذي بدأ بأربعة شباب، إتسع مع إزدياد مريديه، حتى أصبحت اللجنة التحضيرية له تضم كلاً من: مصطفى شهباز، تكبير الجبوري، علي السومري، حسن مازن، صابرين كاظم، مؤيد الطيب، حسام الحاج، بسام عبد الرزاق، بهاء كامل، ستار محسن، علي الجاف، سلام موسى، عامر مؤيد، غضنفر إلعيبي، أثيل فوزي، محمد عباس، جهاد آيسن، نوار العاني .

هؤلاء عملوا بروح الفريق وتعاونوا لقيادة حملة التبرع بالكتب وجذب الجماهير الى أبهى فعالية ثقافية عراقية .

لم يجذب المشروع فئة الشباب فقط، وإنما احتفى به كثيرون من فئات عمرية  ومستويات ثقافية مختلفة، وضعوا ثقتهم في الشباب، وهم الآن ينتظرون منهم الخطوة اللاحقة لنجاح  تجمع حدائق أبي نؤاس .

وكان من ثمرات نجاح التجمع الشبابي في أيلول الفائت، أن تشكلت فرق في مدن العراق، لكي لاتقتصر التجربة على بغداد فقط ـ وإن كانت فعالية بغداد قد جذب أبناء المحافظات، فحضروا تجمع أيلول وأسهموا به ـ وهكذا ظهرت عناوين تدعو للتفاؤل كلها تحمل عنوان أنا عراقي أنا أقرأ، مع إضافة اسم المدينة  او المحافظة المعنية كالموصل، كربلاء، الديوانية، ذي قار، صلاح الدين  وغيرها، وهي وإن كانت حملات في بداياتها التي لم تتجاوز بعد نطاق الفيس بوك، إلاَ إنها تبشر بالخير وبأن الغبار بدأ ينفض عن رفوف الكتب المنسية .   

 

فكرة: الهدية كتاب

خلال رحلة الشباب في نشر مشروعهم .. أطلقوا العديد من الأفكار التي يمكن أن تدعمه بسلوكيات تبدو بسيطة لكن لها أثراً عميقاً بعيد المدى .. 

ومن بين تلك الأفكار جاءت  فكرة أن تكون (العيديات) التي يقدمها الكبار لصغارهم، الهدايا التي يقدمها بعضهم للبعض الآخر كتباً .. حتى لو لم تحظَ بإهتمام الهدى اليه في لحظتها، لكن بمرور الوقت قد يرتبط بهذا الصديق كسراً للملل .  وهكذا قالها شباب المبادرة بكل بساطة:

" كم سيكون أمراً جميلاً أن نقدم "العيدية" لأحبائنا على شكل كتاب "

استبيان في حدائق أبي نؤاس، وحقائق بالأرقام

شاهدنا وعايشنا النجاح الذي حققه تجمع الشباب في حدائق أبي نؤاس تحت أنظار شهرزاد وشهريار .. سواء عبر  حضور الفعالية او من خلال شاشات الفضائيات والصحف والمواقع الألكترونية التي تناولتها بإهتمام . لكننا نحتاج الى تقويم ( تقييم ) التفاعل مع المشروع وأيضاً معرفة مدى الإقبال على الكتاب عموماً  سواء قبل الحملة او خلالها وبعدها ..

لذا نضع هنا نتائج استبيان بادر عمر سيروان، وهو مهندس برمجة، الى إجرائه على المشتركين بيوم التجمع 29 من أيلول 2012، حيث وزع بينهم 200 ورقة استبيان، أعيدت له 131 منها مملوءة بالإجابات على الأسئلة، و جاءت النتائج كالآتي:

ـ عدد مجموعات القراء في منتصف الوقت: 15 مجموعة .

ـ عدد القراء في كل مجموعة قراء: 3 ـ 10 أشخاص .

ـ المشتركون بالتجمع حملوا شهادات علمية مختلفة، إحتل عدد حاملي شهادة البكالوريوس المرتبة الأولى ثم حملة الإعدادية والذين مازالوا طلبة جامعات، ثم المتوسطة، فالدبلوم، فالماجستير والدكتوراه .

ـ عدد الذكور المشتركين بالتجمع شكلوا نسبة 70 %  بينما شكلت الإناث 30% .

ـ سجل الشباب في عمر العشرينيات النسبة الأعلى من المشتركين بالتجمع، تلاهم الشباب في عمر الثلاثينيات، ثم الأربعينيات، فدون العشرين، ومن ثم الأعمار فوق الستين، وأخيراً جاء عدد المشتركين الذين بأعمار الخمسينيات في المرتبة الأخيرة .

ـ بلغ معدل المشتركين بالتجمع ممن يتكلمون اللغة الإنكليزية 61%، مقابل 39% ممن لايجيدونها .

ـ أما معدلات المشتركين الذين يجيدون لغات أخرى، فجاء في المقدمة

الذين يجيدون اللغة الكردية حيث شكلوا نسبة 18%، مثلما شكل الذين يجيدون  اللغة الفرنسية، والذين يجيدون اللغة الإسبانية النسبة نفسها  .

تلاهم الذين يجيدون اللغة الإيطالية حيث شكلوا نسبة 16%، فالروسية 14%، فالسريانية والكلدانية إذ شكلَّ كلٌّ منهما على حدة  نسبة 9%،  ثم جاء الذين يجيدون اللغة الفارسية في المرتبة الأخيرة حيث شكلوا نسبة 5% من المشتركين .

ـ شكلت معدلات المشتركين على وفق آخر وقت قرأوا فيه كتباً، كالآتي:

معدل القراء الذين  كانت آخر قراءات لهم  خلال أسبوع او أقل 69%،  ومنذ أسبوع الى شهر 13%، ومنذ شهر الى 3 أشهر 6%، ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر 2%، ومنذ سنة 5%، وكذلك منذ سنوات 5% .

ـ أما عن الطرائق او الوسائل التي علم بها المشتركون بالمبادرة والتجمع، فجاءت كالآتي:

63% من المشتركين علموا عن الإعلان عن التجمع في الفيس بوك .

22% منهم علموا عن طريق دعوات من الأصدقاء او صفحة المبادرة في الفيس بوك .

6% منهم علموا عن طريق اللافتات (الفلكسات) في الشوارع .

5% منهم علموا عن طريق المنشورات الورقية .

4% منهم علموا عن طريق الصحف .

ـ معدلات القراءة في العام الفائت:

53% من المشتركين تراوحت قراءاتهم  من كتاب الى خمسة كتب .

15% منهم تراوحت قراءاتهم من خمسة الى عشرة كتب .

14% ترواحت قراءاتهم من عشرة الى عشرين كتاباً.

10% لم يقرأوا خلال العام الفائت .

8% بلغت قراءاتهم  عشرين كتاباً فأكثر.

ـ معدلات الإطلاع على الصحف والمجلات:

48% من المشتركين يطلعون على الصحف بشكل يومي .

33% منهم يطلعون على الصحف كل بضعة أيام .

19% منهم يطلعون على الصحف بشكل نادر .

876-asmaaA


ـ معدلات القراء على وفق أصناف الكتب التي يفضلونها:

37% من المشتركين يقرأون كتب التأريخ وعلم الاجتماع .

30% من المشتركين يقرأون دواوين الشعر والروايات .

15% منهم يقرأون الكتب الدينية .

9% منهم يقرأون كتب الاختصاص .

9% منهم يقرأون كتباً منوعة .

ولم يظهر في الاستبيان أن هناك بين المشتركين من يقرأ دواوين الشعر الشعبي وكتب الطبخ والأبراج .

ـ قراءة الكتب الورقية والألكترونية:

84% من المشتركين يفضلون الكتب الورقية .

16% منهم يفضلون الكتب الألكترونية .

ـ القراءة بالحاسوب:

44% منهم قرأ كتاباً كاملاً بالحاسوب .

56% منهم لم يقرأ كتاباً كاملاً بالحاسوب .

ـ 79% منهم يرى أن قراءة الكتب عن طريق الحاسوب غير مريحة .

21% منهم يرى أنهم اعتادوا القراءة بالحاسوب .

 

ـ القراءة بلغة أخرى:

51% منهم لم يجرب القراءة بلغة أخرى .

49% منهم جرب القراءة بلغة أخرى .

ـ قراءة الموسوعات:

52% منهم نادراً مايعتمد على قراءة إحدى الموسوعات كويكيبيديا والموسوعة البريطانية .

 37% منهم يعتمد كثيراً على قراءة الموسوعات .

11% لم يسمع بالموسوعات.

ـ عمر بدء القراءة:

45% منهم كان العمر بين 10 ـ 16 سنة هو معدل العمر الذهبي لقراءاتهم.

29% منهم كان عمر بدء قراءاتهم دون العشر سنوات .

26% منهم كان عمر بدء قراءاتهم بين 16 ـ 25 سنة .

ـ مصادر الحصول على أول كتاب:

34% من المشتركين حصل كلّ منهم على اول كتاب هدية من والده او والدته او أخيه .

16% منهم حصلوا على أول كتاب من مكتبة البيت .

16% منهم حصلوا على أول كتاب من مكتبة عامة .

16% منهم حصلوا على أول كتاب من مصادر مختلفة .

15% منهم حصلوا على أول كتاب عن طريق الشراء .

3% منهم حصلوا على اول كتاب من مكتبة المدرسة .

 

ـ أنواع القراءات

القارئ المتقدم يقرأ لأسماء متعددة وعناوين مختلفة .

هناك قراء للكتب الدينية، نسبتهم قليلة لكنهم لايقرأون سوى هذه النوعية من الكتب .

هناك من يقرأ فقط لكاتب دون غيره مثل علي الوردي ثم عبد الرحمن منيف بالدرجة الثانية وأيضاً ماركيز .

 

آراء وأفكار

للشباب آراؤهم في  المشروع  وفي المبادرات التي إمتدت من بغداد الى المدن العراقية الأخرى  حيث ظهرت بوادر الإتساع بالتجربة لتشمل كل العراق .  وقد سبق أن عرضنا في موضوعات سابقة وجهات نظر العديدين من المثقفين والمهتمين من الشباب وسواهم بالمشروع، وها نحن نعرض هنا آراء مجموعة أخرى من الشباب:

876-asmaaA2 


* ياسر الخالدي:

ـ  حينما أرى مثل هذه التجمعات في بغدادي الحبيبة أدرك أن الوقت قد حان للقضاء على مظاهر الجهل والتخلف.. وحينما أرى نقاشآ يدور بين مثقفين اثنين اختلفت به وجهات النظر، أحمد ربي و أشكره ألف مرة لأنه احدهما لم يكفر الآخر ولم يشتمه كما يفعل السفهاء في جدالهم .

 

* حنين الطه:

ـ  شكرآ على الجهود المبذولة، فهو مشروع أكثر من رائع... وهو يمثل  الخطوة الأولى للنهوض بالمجتمع وللقضاء على مقولة أمة اقرأ لاتقرأ .

 

* محمد الجبوري:

ـ بغداد لا تتألمي، فشبابك ما زال موجوداً ومرضك ليس بمزمن .

 

* خالد زنكنه:

ـ بارك الله فيكم على جهودكم العظيمة في نشر الوعي بين أفراد المجتمع العراقي .  واتمنى أن أكون أحد  أعضاء هذا الفريق لكي أضع بصمة في عراق مثقف ومتطور .

 

* مصطفى حسن:

ـ مجتمعنا به حاجة الى فعاليات كهذا المشروع .. أشعرتموني بأن هناك املاً . كل التوفيق لجهودكم .

 

* أنعام شيباني:

ـ كان يوم التمجع جميلاً بالفعل، وسيبقى في ذاكرتنا، لأن الجميع حضره بنية صادقة .

* عراقية بنت العراق:

ـ نقرأ لأنّ في القراءة متعة للنفس وغذاء للعقل . نقرأ لأن القراءة سياحة العقل البشري بين رياض الحاضر وطلال الماضي .. نقرأ لأن القراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق الى عالم آخر آوسع أفقا وأبدع غاية .

* عدنان الشداد:

ـ مشروع أناعراقي أنا أقرأ، فكرة رائدة للنهوض بالثقافة الشبابية العراقية  ودفعها الي الأمام نحو خلق مجتمع مثقف وواع ٍ يستطيع أن يواجه التحديات الحالية المتمثلة
بالفكر الطائفي والتكفيري والتطرف القومي والمناطقي والذي يعصف بالعراق وبالمنطقة بشكل عام . نتمني لهذا المشروع الثقافي النجاح وسنقوم بدعمه بالوسائل المتاحة .


* عباس الكاظم:

ـ مبادرة أنا عراقي أنا أقرأ تستحق كل التقدير والاحترام  .

 

* سميرة زيدان الربيعي:

ـ تمنياتي أن يلقى مشروع القراءة تفاعل جمهور واسع، لأن القراءة نور المستقبل .

 

* أحمد يحيى:

ـ الأمم الأخرى قطعت مسافات بعيدة المدى في ميدان العلم والتطور والحضارة يصعب علينا الوصول اليها في الوقت الحاضر حيث إننا نواجه الكثير من الظروف الصعبه التي تجعلنا مهتمين بحلول مشاكلنا أكثر من إهتمامنا بالقراءة بينما في الدول الأخرى نجد فيها متنفساً وظروفاً ملائمة تتيح لمواطنيها أوقاتاً كافية للقراءة، ولكن مع ذلك أقول سنحاول قدر الإمكان بأن نكون أصدقاء للكتاب والمكتبة استناداً الى شعاركم:  أنا عراقي أنا اقرأ .

 

* محمد اسماعيل خليل:

ـ  أضم صوتي لصوتكم ... لنعد معاً ثقافة القراءة التي بعدنا عنها واكتفينا بتوجيه الطعنات لبعضنا ... قصرنا مع الثقافة فقصرت أفكارنا وعجزنا عن التحليل والطرح الهادف لبناء مجتمعنا . انشروا ما تستطيعون من روابط كتب ومكتبات يمكن تحميلها على النت كي نعيد الحسابات مع ثقافة الكتاب وقراءته .

* سهى الجبوري:

ـ  الكتاب ثروة العالم المخزونة والإرث المناسب للأجيال والأمم ....مبارك لنا ولكم هذا المشروع الثقافي الرائع... بالتوفيق والسداد لكل القائمين على إنجاح هذا المشروع .

 

 

صوت: شبابنا حققوا الحلم

وهذا صوت شبابي آخر يتحدث عن مشروع أنا عراقي أنا أقرأ .

علي خالد الموسوي، وهو من  كربلاء المقدسة، تفاعل مع الحملة التي انطلقت من بغداد، واشترك بتجمع يوم 29 من أيلول .. وقد كتب، تحت عنوان: شبابنا حققوا الحلم، قائلاً:

" بدأت فكرة .. شاركوها مع أصدقائهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي .. فأصبحت حلماً ويوماً بعد آخر أخذ الحلم يكبر وتفاعل المواطنون معهم بصورة أكثر فأكثر.

وعلى الموعد التقينا في حدائق أبي نؤاس قرب شهرزاد وشهريار وعلى ضفاف دجلة، كان الحضور مميزاً وكبيراً فقد تجاوز العدد الألفي مواطن بين شاب وفتاة بين طفل وشيخ بين رجل وامرأة

نعم، حققتم الحلم يا شباب وأثبتم بالعمل وليس بالأقوال فقط . إنكم أهل لذلك .

كرنفال المبادرة كان رائعاً كروعتكم، منظماً بكم، متنوعاً بتنوع أفكاركم وآرائكم .

أنتم من أعاد لنا الأمل بأن الوطن بدأ بالنهوض من جديد، ليعيد (مجده التليد) .

حلمتم، وحلمنا معكم، فتحقق الحلم بأروع وأحلى وأجمل وأكبر تجمع عراقي مدني للقراءة .

إلا أنني حققت حلماً آخر، وهو رؤيتكم، كنت صديقاً لكم في عالم النت والفيسبوك لم التق ِ من قبل بأي شخص منكم خارج هذا العالم الافتراضي وعرفتكم رائعين،

إلاّ أن لقائي بكم يوم المبادرة أثبت لي أكثر من ذلك فأنتم أروع من الرائعين فزادت محبتي لكم وزاد افتخاري بكم، أصدقائي كم انتم رائعون، حسن مازن، أثيل فوزي، حامد السيد، مصطفى شهباز، بسام السينمائي، صابرين كاظم، بهاء كامل، مرتضى مشكور، سنان، عمر، محمد  عباس، تكبير، علي السومري والرائع المتألق أبو بلال، والرائعة روان .

رأيت فيكم حلم الأجداد، حلم بغداد، رأيت شهرزاد، تهمس في إذن شهريار لتقول له انظر خلفك أيها العاشق لترى ما حقق الشباب، فيبتسم لها ويقول:  وإن كانوا خلف ظهري إلاّ إنهم عيني التي بها أرى، وقد شاهدت كل شيء .

رأيت أبا نؤاس واقفاً على ضفاف دجلة ينظر الى أحفاده الرائعين على حدائقه قد اجتمعوا .. رأيت الجواهري والسياب والصافي رأيت ورأيت ورأيت .. إلاّ أن أجمل شيء رأيته هو العراق، كان فوق رؤوسنا محلقاً في كبد السماء يرى أبناءه الرائعين تجمعهم القراءة والثقافة، بالرغم من كل محاولات التجهيل للتفريق بينهم .

رأيته يسكب الدمع كعادته، إلاّ  أنني متأكد من إنها كانت دموع الفرح بما حقق الشباب من حلم " . 

876-asmaaA3 


حملات مشابهة في مدن أخرى

ومن بغداد كانت انطلاقة حلم معانقة الكتاب في طقوس قرائية لاتنتهي، الى مدن أخرى تحفز فيها شبابها لإطلاق مبادراتهم، فكان المزيد من الحملات، ولكنها مازالت في بداياتها، كحملة أنا عراقي أنا أقرأ ـ كربلاء، التي مازالت في طور الإعلان عنه في الفيس بوك واجتماعات اللجنة التحضيرية له .

علي خالد الموسوي الذي بادر الى إطلاق فكرة التجربة في كربلاء، أوضح أن الفكرة لاقت استحسان شباب المحافظة، وقد ابتدأ هو الآخر بصفحات ومجموعات التواصل الاجتماعي، لطرح الأفكار الخاصة بإنجاح المبادرة ولاختيار المكان والزمان المناسبين، فانضم لها الكثيرون من الشباب الكربلائي وتفاعلت مع الفكرة بعض منظمات المجتمع المدني  كالمنتدى العربي للتنمية البشرية ونادي الكتاب وكذلك نقابة المعلمين في كربلاء.

 

*  وأيضاً حملة أنا عراقي انا أقرأ ـ الموصل، التي مازالت في طور صفحات الفيس بوك، وقد ورد في صفحة هذه الحملة:

" المبادرة عبارة عن ..دفع المجتمع للاهتمام بالكتاب من خلال القراءة والمطالعة . أما الخطوات فهي جمع المتطوعين من الشباب ذوي الإهتمام الثقافي والعمل التطوعي ونشر الدعاية والتوعية في مواقع التواصل الاجتماعي ولصق الملصقات في الشوارع وأخيراً  بثها على محطات التلفزيون . والبدء بجمع الكتب ويتم ذلك من قبل المتطوعين في شارع النجفي وفي المجموعه الثقافية وبالتعاون مع أصحاب المكتبات وحث الناس على التبرع بكتاب ليستفيد منه  المهتمون . يكون التبرع في كل يوم جمعه وعلى مدار ثلاثة أشهر . ودعوة الناس من العامة ووسائل الأعلام والشخصيات المثقفة في المدينة لحضور حفل الافتتاح الذي سيجري تحديده لاحقاً .

الشباب امل الحياة وواجبنا توجيه المجتمع خدمة للمصلحة العامة ومنفعة الأجيال " .

 

* كما تشكلت للحملة مجموعة فيس بوك حملت شعار: 

مجموعه شبابية تطوعية لتقديم المعرفة وحث الناس على تقديم الخير .

 

* وجاءت حملة أنا عراقي انا أقرأ ـ الديوانية، وهي مازالت في بدايتها، إذ أنشأ مبادروها مجموعة فيسبوكية، أعلن باسم ريسان أهدافها: " مجموعة من أبناء الديوانية تختص بالقراءة، لتثبت للجميع أن أبناء العراق عامة والديوانية خاصة كانوا ولا زالوا يعشقون القراءة ويهتمون بالكتاب .. فلننشر أفكارنا وآراءنا حول أي كتاب قرأناه ونقرأه، وسنحدد يوماً يحتضن تظاهرة ثقافية كبرى في الديوانية لنعيد مكانة الكتاب " .

 

ترقب الخطوات المقبلة

مع نجاح تجمع الشباب في حدائق أبي نؤاس، ومع بوادر ظهور حملات أخرى مشابهة في بعض مدن العراق، نترقب الخطوات اللاحقة  التي تعزز من هذا النجاح .. فما الذي في جعبة شباب " أنا عراقي أنا أقرأ " من أفكار وفعاليات وخطوات عملية أخرى، تحقيقاً للمزيد ؟

نحن بالانتظار ياشباب .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2265 الأحد 04 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم