تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

تقارير وتحقيقات

تقرير: الشاعر سعد جاسم تحدٍ وتلاق ٍ وترحال

الذي ادار الجلسة ان الشاعر المغترب " سعد جاسم " ولد على ضفاف الفرات في مدينة الديوانية  العراقية عام 1959 . وهو شاعر وكاتب مسرحي توزعت حياته  في مدن شتى

بابل / بغداد / عمان / دمشق / أوتاوا . وكذلك في بيوتات واقسام داخلية وفنادق عجبية غريبة

حصل على دبلوم الإخراج والتمثيل المسرحي – معهد الفنون الجميلة – بغداد عام 1982 وعلى   البكلوريوس في الإخراج  والتمثيل المسرحي – اكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد 1986

وصدرت له الأعمال الشعرية التالية .

فضاءات طفل الكلام – دار الخريف – بغداد عام 1990 / موسيقى الكائن – اتحاد الادباء – بغداد 1995 / إجراس الصباح – شعر للأطفال – دار ثقافة الاطفال – بغداد 1995 / طواويس الخراب – دار الخليج – الاردن – عمان 2001 / قيامة البلاد – اتحاد ادباء الحلة 2007 / أرميك كبذرة واهطل عليك – مجلة الصداقة الادبية عام 2009 .

ثم قرأ الشاعر"سعد جاسم " العديد من قصائده منطلقاً من كون القصيدة شمولية " كالحياة والموت " قائلاًً هذه شهادة شعرية للشاعر سعد جاسم الذي ادمن لذة الاكتشاف في غربته والذي فتح أزرار قميصه للأرض الغريبة وسافر دون أن يذكر شيئاً عن العودة .

بعد رحلة تمتد لأكثر من ربع قرن في مجاهل / وغابات وكوابيس / واشراقات وأوهام واطياف الشعر / اكتشفت انني / لا أعرف شيئاً سوى أن أغور عميقاً في الحياة / الحلم / الحقيقة / الرؤية / لمعرفة الملغز والغامض والخفي والجوهري / وأكتشفت انني لا اعرف سوى أن اكتب الشعر / لأنه الضرورة التي تمكنني من العيش في / حالة من الفرح والتوهج والتجلي / في هذا الوجود / وكذلك تجعلني اتسامى / ككائن عاشق يغمرني  الحب / ويؤجل موتي / هكذا انا اعيش الشعر / وهكذا أمضي في مراودة الحياة / القصيدة بوصفها انثى بدائية باذخة / شهية / متوحشة / طازجة / عصية / ولهذا أشعر أن قصيدتي ينبغي ان تكون لها / شمولية حياة / ولها شمولية موت أيضاً / حيث لاجدوى من القصيدة اذا لم تكن / شمولية كالحياة والموت / وازاء هذا الفهم / الرؤية / وما اصعب ان يحوز المرء على فهم رؤيوي / لأنه بهذا يكون قد اكتشف / وجوده وذاته في هذا العالم الغرائبي / قلت / ازاء هذه الرؤية / انني أذهب دائماً للعمل في ارضي الشعرية / هكذا اراها .

وبعد موجة من التصفيق اردف قائلاً أن المحطة الأبرز في حياتي هو لقائي بالشاعر المرحوم كمال سبتي في معهد الفنون الجميلة . بعد ذلك طلب مدير الجلسة الاستاذ " خضير مري " والجمهور من الشاعر بعض القصائد فقرأ قصيدة " هو يشبه أنكيدو :

                            هو الذي أتى

                            من ينابيع الذات

                           رحم النخلة

                          فحولة المراعي

                          وغواية الحقول

                          الى مدن الصيرورة 

بعد ذلك فتح  النقاش مدير الجلسة للجمهور .  إبتداها الشاعر المصري" سعدي السلاموني" الذي يلازم الاستاذ " خضير مري " في كل المحافل الادبية في القاهرة وخارجها قائلاً نرحب بالشاعر العراقي"سعد جاسم " وهو من الشعراء المبدعين والذي أتحفنا بقصائده الرائعة لهذه الأمسية ومن خلال هذه القصائد نجد هموم الانسان العراقي  والطفح الهائم الذي ينتشر على ارض العراق . والشاعر معبأ  بهمومه الانسانية التي صاغها ووظفها في شعره.بعد ذلك تحدث الفنان حكيم جاسم عن الشاعر مستشهداً بأحدى قصائده قائلا أنني عرفته من زمن بعيد وهو شاعر يدون اليوميات ويدون السومريات حسب تعبيره. وتأتي هذه الامسيات الثقافية في إطار مبادرات فردية بسبب غياب دور المؤسسات الثقافية الرسمية في تنشيط الحركة الثقافية ومد جسور التواصل بين مثقفي الداخل والخارج بما في ذلك السفارة العراقية في القاهرة التي لم تأخذ على عاتقها مهمة تفعيل النشاط الثقافي بوصفه مصدر حيوي من شأنه رفد المشهد العراقي العام بدفق ثقافي جمالي يحاول إنتشال ما تبقى من حس إنساني لذاكرة المواطن العراقي التي إزدحمت بمشاهد الدمار ، ومع تواصل هذه الامسيات يبقى الأمل قائما ً في إعادة زهو المشهد العراقي الثقافي لسابق عهده بعد أن حاول الطغاة الجدد إلغاءه  لأسباب ظلامية مختلفة

 

قاسم ماضي - القاهرة

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1251 الاربعاء 09/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم