تقارير وتحقيقات
كريمة نور عيساوي: أكاديميون مغاربة وألمان يناقشون التحديات التي تواجه المسلمين في الغرب
في خضم الأنشطة العلمية التي دأب على تنظيمها فريق البحث في علم مقارنة الأديان، التابع لمختبر الخطاب والإبداع والمجتمع، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس، فاس تم استقبال وفد من الأكاديميين والطلبة الباحثين في الجامعة الألمانية المنتمين لجمعية الشباب المسلم Muslimische Jugend in Deutschland بألمانيا، وذلك يوم الثلاثاء 31 أكتوبر 2016 على الساعة الرابعة مساء برحاب رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، لعقد لقاء تواصلي تمحور في خطوطه العريضة حول قضايا الإسلام و الهجرة والحوار الديني في الغرب.
افتتح الجلسة الدكتور الحسين الوزاني الإبراهيمي مدير المختبر، بكلمة ترحيبية بالوفد الألماني، مبديا سعادته لمد جسور التواصل ما بين الجامعة المغربية والجامعة الألمانية، وقد تطرق في معرض كلمته إلى التعريف بالمختبر، وبفريق البحث في علم مقارنة الأديان. ثم تناولت الكلمة الباحثة والمحامية الألمانية من أصول مغربية الأستاذة مليكة المنصوري التي قدمت عرضا وافيا عن نشأة وتاريخ جمعية الشباب المسلم Muslimische Jugend in Deutschland مشيرة إلى أنها جمعية تهتم بقضايا الأقليات المسلمة بألمانيا، وأن أغلب أعضائها هم من الشباب المسلم الذين ينتمون إلى الجيل الرابع من المهاجرين. وأكدت في مداخلتها على أن الوضعية الدينية بألمانيا تتميز بالتعددية الدينية، لاسيما أن ألمانيا تضم أقليات مختلفة بما في ذلك الأقلية اليهودية. ثم تناول بعد ذلك الكلمة الدكتور سعيد كفايتي رئيس فريق البحث في علم مقارنة الأديان، الذي رحب بدوره بأعضاء الجمعية مؤكدا على وجود اهتمامات مشتركة ما بين الفريق والجمعية، متمثلة أولا في السعي الحثيث نحو ترسيخ حوار الأديان، والسلم العالمي، والتعايش. وثانيا في تعميم مراكز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في ظل الإقبال الكبير على تعلمها في أوروبا. وفي مداخلة لرئيس الوفد الألماني الباحث والمهندس من أصول مغربية إبراهيم دالي أكد على الخصوصية المغربية في ربط جسور التواصل بين الشرق والغرب، والدور الريادي الذي يقوم به المغرب في إشاعة ثقافة التسامح بين الأديان، في حين قدم الباحث مصطفى طوالي مداخلة مختصرة عن نظرة الإسلام للتعايش السلمي، والتي كانت بمثابة أرضية مناسبة للنقاش، تمخضت عنها مواضيع أخرى من قبيل التحديات التي تواجه المسلمين في الغرب، خاصة النساء المسلمات اللواتي يعاني البعض منهن من الإقصاء بسبب الحجاب. وكان هذا محور مداخلة الدكتورة كريمة نور عيساوي. أما على المستوى السياسي فقد أشار الباحث جمال صوالحين في كلمة له إلى المعيقات التي تحول دون اندماج بعض الأقليات الإثنية والدينية نتيجة التوجهات السياسية التي تنهجها بعض الأحزاب الألمانية المتطرفة. وعلى المستوى الاجتماعي توقفت الأستاذة مليكة أزعوم أمينة مال منظمة تجديد الوعي النسائي عند ضرورة تأطير النساء المسلمات في الغرب تأطيرا حضاريا يتلاءم مع روح العصر ولا يتعارض مع القيم الإسلامية، وفي مداخلة لأحد الباحثين الأندونسيين أكد على أهمية خلق مثل هذه المناسبات من أجل الاندماج والتلاقح. وقد أغنى النقاش أعضاء فريق البحث في علم مقارنة الأديان، وأعضاء الجمعية الألمانية، والطلبة الأجانب المنتمين لجامعة سيدي محمد بن عبد الله. وقد شهد هذا اللقاء العلمي مشاركة إثنيات مختلفة ماليزية وأندونيسية وتايلاندية وأفغانية وعراقية ومغربية وألمانية. وحظي هذا الجمع باستقبال السيد رئيس الجامعة الدكتور عمر الصبحي الذي رحب بالضيوف، وأعرب في كلمته عن سعادته بهذا اللقاء الذي يجسد بامتياز روح التلاقح الثقافي والعلمي.
الدكتورة كريمة نور عيساوي
باحثة في علم مقارنة الأديان