أخبار ثقافية

زاهد البياتي: رحيل قامة ثقافية عراقية تركمانية

فقد العراق يوم امس الاربعاء ٢٤ نيسان ٢٠٢٤، قامة ثقافية عراقية تركمانية، متعدد المواهب والاهتمامات وهو القاص والكاتب والناقد والشاعر والصحفي والإذاعي والمسرحي والتدريسي والمترجم د نصرت مردان، المولود في قلعة كركوك التاريخية عام ١٩٤٨ في احضان اسرة مثقفة وشقيقين شاعرين هو ثالثهما، مودعا الحياة في الغربة راحلا إلى جوار ربه عن ٧٦ عاما، بعد صراع مع المرض فتوقف قلبه لتبقى حروف قلمه شاهدا على منتجه الإبداعي وبمختلف فنون الكتابة والعطاء. رحل صاحب رواية (الحصان) التي تحولت إلى فيلم روائي طويل من انتاج وزارة الثقافة العراقية - دائرة السينما والمسرح، ضمن فعاليات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية في 2013 وفي قلبه غصة وهو ينتظر الافراج عن فيلمه المحبوس والذي وأد في مراحله الاخيرة وضاع في ادراج واروقة دائرة السينما والمسرح منذ اكثر من عشر سنوات لأسباب ومبررات تثير الشك والريبة لما رافق مشروع بغداد عاصمة الثقافة من تهم فساد !  نصرت مردان مبدع غزير الانتاج الذي كتب باللغتين العربية والتركية وعمل مراسلا ثقافيا لمجلة الأقلام البغدادية في تركيا لاكثر من عشر سنوات. إتقان اللغتين العربية والتركية وقدرته على الترجمة من العربية إلى التركية وبالعكس مكن مردان في تعريف العديد من الوجوه الثقافية العربية الى المثقفين الأتراك وقام بترجمة قصائد الشعراء عبد الوهاب البياتي والسياب ومحمود الماغوط الى اللغة التركية بالمقابل قام بترجمة روايتي الروائي التركي يشار كمال (الصفيحة)، (ولو يقتلون الثعبان) الى العربية إضافة إلى ترجمة مسرحية مطعم القردة الحية لغونكور ديلمن كما ترجم رواية- محمد الفاتح ـ لنديم كورسيل .  على صعيد نتاجه الادبي كتب مردان واصدر ونشر مجموعات قصصية مثل ـ حانة الآحلام السعيدة, الصداقة مع الطيور، شعر 1983 ـ وجنوح السمكة في النهر، دراسات نقدية، 1985 ـ و عمت صباحا أيها المساء، مجموعة قصصية 1984 ـ وداعا سيلوبي (رواية) ـ وموت واحد لا يكفي، شعر، 2003 ـ والأحزان تتناسل في الغربة، شعر، 2004 ـ واغتيال قلعة كركوك، 2002 ـ وإطلالة على المسرح التركماني المعاصر، 2005 ـ الوجود التركماني في كركوك كنموذج للتآخي الأثني تاريخا وحاضرا بالإضافة إلى كثير من المقالات والأبحاث .  فيما كتب العديد من التمثيليات الى إذاعة بغداد اما في مجال المسرح فقد كتب مسرحية المهزلة 1969 ومسرحية الناقوس (فازت بالجائزة الأولى) 1970،ومسرحية القطار (شمندفر ) 1974، ومسرحية (ايكو ) 1992. ـ وكتب عن فضولي ـ و ليلى والمجنون نشرت في جريدة يورد التركمانية العدد 705 في 1984، وكتب دراسة تاريخية عن نوروز، أقدم الأعياد في الحضارة العراقية القديمة، كذلك كتب عن الوجود التركماني في كركوك كنموذج للتآخي الأثني تاريخا وحاضرا. في مجال القصة القصيرة كتب : قصة قالت لي الوردة الحمراء- وقصة يابانية - راقصة إيزو - وقصة طلقة في قلب الحمامة- وقصة "جبل الزيتون" - قصة الأيام الأخيرة للعثمانيين في سوريا ولبنان . واصدر كتاب (أوان الورد في كركوك: أنطولوجيا القصة التركمانية العراقية المعاصرة). بمشاركة د.محمد عمر قازانجي. اما في مجال الصحافة فقد اصدر كتاب بعنوان (الصحافة التركمانية في العراق بين قرنين 1911- 2006 ـ دراسة توثيقية) واصدر مجلة " سومر " باللغتين العربية والتركية وهي فصلية ثقافية عامة تُعنى بالأدب والفن والدراسات الفكرية والتراثية، وترأس تحرير جريدة (دوغوش ـ أي الشروق) باللغتين العربية والتركمانية ومن اروع أعماله في مجال الشبكة العنكبوتية هو تأسيس وادارة موقع إلكتروني معبر عن الواقع الثقافي التركماني ( موسوعة التركمان ) نصرت مردان كان بحق سفيرا للثقافة العراقية والتركمانية معا .. نسأل الله تعالى له الرحمة..

***

زاهد البياتي   

 

في المثقف اليوم