صحيفة المثقف

شاعر وقصيدة: الشاعر سعود ألأسدي وقصيدته "الى دجلة"

علينا بها بين حين واخر. ومن خلال سطور هذه القصيدة شممت عبق وروح عاشق كنعان و"عشتار" الأديب والمثقف الراحل نواف عبد حسن، الذي  جمعته وشائج وعلاقة روحية وفكرية مع سعود لا احد يعرف كنهها، فلم يراجع هذه القصيدة ـ كما كان يفعل دائماً مع قصائد سعود قبل أن يبعثها لترى النور على صفحات المجلات والاسبوعيات.

 

في هذه القصيدة، التي يخاطب فيها دجلة،نحس بالأهات والزفرات والعبرات والأشجان والأحزان التي تملأ قلب سعود ألأسدي، جراء النكسات  والهزائم التي لحقت بالعالم العربي، والمصير الذي حلّ ببلد النخيل " العراق" وسقوط بغداد الرشيد. كذلك نجده يوظف التراث والأسطورة لخدمة غرضه، فيعيدنا الى " لوح حمورابي " و"ملحمة جلجامش" و"عشتار" و"باتليل" و"بتموز".

 

رغم أن سعود ألأسدي مسيّج بالعذاب والألم  والأسى الا انه يطلق فرحته العارمة مع نبض الشعب، الذي يصمد ويتحدى ويقاوم الجلادين ويرنو الى مستقبل أكثر أشراقاً للشعب العراقي ولجميع المقهورين والمضطهدين في العالم.

 

أن ما يميز سعود في هذه القصيدة وسواها أن الكلمة عنده نتاج فعل ومعايشة مع الناس البسطاء والأرض والتراث ومواكبة النبض الشعبي الفلسطيني العام، وقدرته على تجاوز الجراح وقهر الألم والتشبث بالحياة .

 

سعود ألأسدي بارع في اقتناص الومضة الشعرية وسبك العبارة الجزلة المتينة والمنسابة، ويركز على المفردات والألفاظ المنتقاة بذكاء ولباقة التي تلائم النص وتؤكد قدرته الفنية ورهافته الجمالية المتغلغلة في اعماق النفس والذات الانسانيه.

 

 سعود ألأسدي شاعر مقتدر ومميز ومتفرد،  جمع مع موهبته الشعرية الأصيلة ثقافة أدبيه وفنيه واسعة  مكنته من أنضاج تجاربه الشعرية وتطويع اللغة الفنية وتفجير طاقاتها وتحطيم علائقها ألزمكانية، في رصد جمالي مكثف للظاهرة الحياتية والتجربة الوجودية والاستجابة النفسية، وفي قصيدته " الى دجلة" يتألق مجدداً ويواصل حفر ونقش اسمه على صخرة الابداع الأدبي في هذه الديار في مضمار القصيدة العامية المحكية.

 

(مصمص)

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1209 الاثنين 26/10/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم