صحيفة المثقف

الفنان بونار يعرض في مدريد

khadom shamhodيقام حاليا معرضا فنيا للفنان الفرنسي المعروف بيير بونار Bonar 1947 -1867 وهو اول معرض له يقام في اسبانيا وقد تبنت هذا المهرجان الثقافي الفني مؤسسة مابفري MAPFRE .. المعرض يقدم عشرات اللوحات الزيتية والرسم وكذلك الصور الفوتوغرافية عن حياة الفنان وقد جلبت وجمعت هذه الاعمال من المؤسسات الثقافية الخاصة والمقتنيات الشخصية ومن هوات جمع اللوحات بتأمينات عالية وحراسة مشددة ..  

 

السيرة الذاتية:

ولد بونار في بلدة فونيتني - باريس – ودرس في كلية الحقوق ثم في اكاديمية جوليان في باريس، وخلال دراسته الفنية التقى بعدد من الفنانين الشباب منهم بول سيروزيه احد اتباع الفنان كوكان .. وكان هم هؤلاء الشباب   ان يخلقوا اتجاها فنيا جديدا ما بعد التأثيرية . وكان سيروزيه يتعلم على يد كوكان . ففي احد المرات كان يرسم معاه في الحقل، فقال كوكان لسيروزيه : كيف ترى لون هذه الشجرة، قال اصفر، فقال كوكان ضع انقى لديك من اصفر .. ثم قال كيف ترى لون الارض ؟؟ قال احمر، فقال له ضع اجمل وانقى لون الاحمر ... وعندما انتهى من اللوحة ذهب سيروزية الى اصحابه ومعهم بونار فعرض عليهم العمل فتعجبوا، وكان ذلك بداية تأسيس تجمع جماعة الانبياء ...

869-09 

جماعة الانبياء:

ظهرت هذه الجماعة بعد المدرسة الانطباعية عام 1892 وكان بونار احد اعضائها وقد اطلق سيروزيه على هذه الجماعة – نابي –nabi   -(نبي) وكان هؤلاء يلتقون مع كوكان كل يوم احد في مقر اقامته في- بونت آفن – ويتحاورين حول التحولات الجديدة للفن . وقد عرضت اعمالهم مع مجموعة اخرى من الفنانين مثل كوكان والتكعيبيين خلال عدة سنوات، وكان آخر معرض لهم عام 1899 ثم اخذ كل واحد طريقه الخاص به .. وقد وصفت اعمالهم بالرمزية والصوفية واخذوا يتزينون بثقافة الشرق حتى احيانا في ملابسهم ..

 

التقنية:

869-1bonnard19-7وقف بونار في تقنياته بين التأثيرية والوحشية، وكانت الوانه نقية في موضوعاته ولكن كان قد استمد الهامه من سيزان وكوكان، كما تأثر بفن المطبوعات اليابانية بشكل كبير حتى قيل له – بالنبي الياباني - وقد اتصفت اعماله بالظربات اللونية القوية واشباع اللوحة في الالوان .. غير ان شخوصه اكثر الاحيان تظهر معوجة مترهلة ينقصها الشد والتخطيط وكأنه يرسم برهاوه وتذبذب .. وربما كان يرسم وهو ( يشرب) . يقول بونار: ( يمكن القول انني في ذلك الوقت المبكر لم يجذبني الفن بقدر ما جذبني حياة الفنان التي يسودها الفنتاسية والحياة الحرة ...) (جيلنا دائما ينشد البحث عن اتحاد الفن بالحياة في هذا العصر، انا شخصيا اعتقد ان الفن الشعبي سوف يكون مستقبلا هو المستخدم في حياة الناس ...) استمر بونار على اسلوبه وتقنياته وعلى نفس الايقاع الى آخر حياته، ويبرز فيه الضوء ساطعا والالوان جميلة ومزخرفة كالرسوم اليابانية .. وكان يرسم ويصور وينحت وكذلك يعمل ديكورات .. وكانت مواضيعة غالبا ما تكون مختاره من     الحياة اليومية في المنزل والمقهى وجلسات السمر والراحة ومع الاصدقاء والعائلة وغير ذلك .. اما الموديل العاري فقد رافقه طيل حياته وكان شغففا به وولعا . واستخدم فتيات من طارقات الشوارع، كما استخدم فتيات خصوصية   منهن فتاة بقت معه الى آخر الحياة ثم تزوج منها تسمى marthe de moligny ..  

عاش بونار جزء من حياته في حي مونمارت التاريخي (جبل الشهداء) المشهور في باريس والذي يعج بالفنانين والمثقفين والمنحرفين والعاهرات والحشاشين، وعاش فيه عددا من الفنانين العالميين الكبار منهم بيكاسو . ويبدو انه دائم الشرب ويرسم وهو مخمور حيث نشم رئحة الخمر من خلال اعماله .. ثم انتقل الى مدينة جيفرني giverny وعاش في مسكن قرب من بيت الفنان كلود مونيه 1840 زعيم المدرسة التأثيرية ..، ثم انتقل الى بلدة كانيس cannes والتي كانت آخر مطاف لترحاله ومستوطنه الاخير خلال الحرب العالمية الثانية وقد رسم مجموعة ممتازة من اللوحات الزيتية الكبيرة لمناظر المدينة الخلابة .. وفي هذه المدينة توفى عام 1947.. ويذكر ان ثلاثة من الفنانين البولونيين قدموا الى العراق اثناء الحرب العالمية الثانية وكانوا قد درسوا على يد الفنان الفرنسي بونار وهم ريما وماتوشاك وجابسكي، وقد احدث هؤلاء انقلابا كبيرا ومهما في مسيرة الفن العراقي الحديث ...

 

د كاظم شمهود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم