صحيفة المثقف

لأنّكَ وطني

صحيفة المثقفكي أكتبَ عنك...

ﻻ بد أنْ أخلعَ قميص الإيجاز عن قصائدي...

أن أردِّدَ تسبيحاتِ أمّي التي كانت تردِّدُها...

حينَ يذهبُ أبي إلى جبهاتِ القتالْ

كي أكتب عنك...

لا بدَّ أن أصنعَ من غيابك زجاجةَ عطرٍ لي

لم تغادرني منذُ ألفِ غيابٍ وغيابْ

كي أكتب عنك...

ﻻ بدَّ أن أرتديكَ وشاحاً يطرد وحشةَ ليلي

أن أصيّركَ فماً ﻻ يتفوّه إﻻّ باسمي

أيّها الطفلُ الذي لم يضمحلّ صوتُهُ بأذني ....

الذي يستعيدُني أنثى تشظّتْ ...

أسئلةً كبيرةً سالتْ...

من صنابيرِ الأيّامْ

كي أكتبَ عنك...

ﻻ بدَّ أنْ أصنعَ من غيابك كعكاً لنازحي وطني

كي أكتب عنك...

ﻻ بدَّ أن أطرقَ كلَّ الأبوابْ...

باباً باباً...

وحيّاً حيّاً

أن أدورَ بين مدنِ بلادي...

كربلاء.. واﻻنبار .. والبصرة ..

تكريت وميسان ... وديالى ...

كي أكتبَ عنك...

ﻻ بدَّ أن أكتبَ عن العراقْ...

لأنّكَ أنتَ وطني

رند الربيعي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم