صحيفة المثقف

جبّة النور

قصي عطيةارتديْتُ نجمةً ذاتَ صَلاةٍ

لأخاصمَ هذا الرَّمادَ المَنثُورَ في عتمة الزَّمان ...

يَتوثَّبُ في خاطري وجهٌ،

يَتدحرجُ مثلَ طَيفٍ

أو مثلَ ينبوعٍ،

أو قلقٍ يكتبُ النَّهارَ عَبرةً

تَتناثرُ في لُجَّةِ الظَّلام.

يتوهَّجُ شوقٌ للغناء لا يفصحُ بأيِّ لغةٍ يَنطقُ

أتواصلُ تخاطُراً مع الشَّررِ...

ورايتي تُسلِمُ نفسَها للجحيم

تعبَتْ من حملِها الغيومْ.

طافحٌ بما لا أرغبُ فيه..

بما لا أحبُّ كرهاً..

كأنَّني مُوثَقٌ بمِشجَبٍ

إلى خاصرة الضَّوءِ

أتوضَّأُ من شقاءِ اللا يقينِ

وأَلِجُ اللحظةَ بمِعراجٍ يكبو

على جبينِ قَرَنفلةٍ حمراءَ

على شرفة الذُّهول.

وينبجسُ شعاعُ الضَّوءِ

عند عُنُقِ جُملةٍ أكتبُها إلى الله ...

ويمتلئُ قنديلي حَيرةً تُضيءُ شهوةَ اليقين.

أنحني،... أتقرَّى الغيومَ

وأتنسَّمُ وقتاً أعبُرُ منه سِردابَ التَّعب

لأنسجَ نُبوءَتي من مَرايا النُّور.

خُطُواتٌ شيَّدَتْها تِيجانُ هَذا اللّهبِ

وأبرمَتْ وعداً للنَّخيلِ

ووليمةً للبُكاءِ في ضَوء هذا التّيهِ الدَّاخلِ

في عَبَاءَة التّرابْ.

أنقاضُ ذِكرى، ...

ورواةُ شِعرٍ حزينٍ

وطيورٌ تقبضُ على العَبير المُسَجَّى

في راحةِ الأغصانِ المُتكوِّرة

في زوايا الأُفولْ.

هل من سيزيفَ جديدٍ يُوهِمُ الرَّعدَ

أن يدخلَ في جُبَّة النُّورِ؟!

أو في قِبابِ الهَجيرِ؟!

فيخرق السَّديمَ بمِخْلبِ التّوحُّدِ

والتّمرُّد

والانتظارْ؟!.

أخافُ أن أصحوَ فيطير مِنديلُ شَقَائي

وأجلسُ في بَرزخِ الأفلاكِ

ضَاحكاً في شِبهِ مَوتٍ

ويضيعَ صوتي منّي.

قلقي خوذةٌ على رأسِ الرّيح

وضلالي يسهرُ مُتدثِّراً بالفجرِ

العائدِ من كهفِ الغزالهْ.

ليتني لا أصحو فأظلّ شامخاً

في أرضٍ تُتقنُ قتْلَ النّبوءاتِ

وقتْلَ الرّحيقِ في خمائلِ الدّخان.

ليتَ الشَّاهدَ على صَلْبي ينهضُ

من موتهِ

ليستفيقَ الدَّمُ الجاريُ

على دروبِ الموجِ

عابراً...

مثلَ رأسٍ مُعبَّـأ بالفراغِ

مثقوباً...

مثلَ ذاكرةٍ عتيقةٍ

معلَّقةٍ على شجرةِ توتٍ يابسهْ

وحيداً...

مثلَ مِئذنةٍ هجرَها الضّوءُ

وانزوى حَائراً... يجرِّرُ ضحكتَه

التي توسَّدَتْ هذا الفضاءَ

اللولبيَّ

الفسيح.

***

قصي عطية

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم