صحيفة المثقف

جحيم المنافي

خلود الحسناويكم اشتهي ان اطلق العنان لقلمي كي يغوص في بحر لا قاع له .. كي يبحث عن المفقود منذ عقود.

قد تصادف بعض الاصدقاء في الطريق او قد تشاهد مقعدا في بيتك تسامرت برفقة حبيب جلس عليه ذات ليلة .. او قد تشاهد زهرة يابسة لان موسم إزهارها قد ولى ولم تعد يانعة نظرة .. قد تفتقد جارك الذي كان يسقي حديقته الامامية عصر كل يوم وينثر بعض قطرات الماء في الشارع كي يهب بعض النسيم البارد على وجوه المارة بيوم صيف قائض .. اين رحل كل هؤلاء؟ واي زمن وصمت حل بدارهم؟ كيف لنا تحمل كل هذه المشاعر والشجون في غربة مصطنعة .. نعم بأيدينا صنعناها كي نهرب من واقع طغت مرارته على حياتنا وقطف كل ازهار الرازقي بحرارة الأجواء وكثرة الهموم والاسقام .. نعم انها الغربة ، الغربة التي جعلتنا نتحرق شوقا لكل لحظة فيها جمال من صخب الشوارع وضجيج المارة وهواء المدينة المليء بدخان الشواء ودخان عوادم المركبات ... تلونه ثياب الناس الجميلة الانيقة ..

ما تلك الاّ منافٍ وضعناها لأنفسنا بدلا من ان نغير الواقع ونروي الورد ليزهر ونبعد الغبار عن اثاث الأرواح ونشعل الأضواء لنبدد العتمة .. انه جحيم، نعم جحيم يحرق كل من مر به .

متى اصل الى شاطئ ذلك البحر كي يرسو قلمي ويستقر؟!

 

خلود الحسناوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم