صحيفة المثقف

ماء الحياة.. مذكرات مصري (2): هاري ترومان أول من اعترف بدولة إسرائيل

علجية عيشإن ممارسة الديمقراطية الحَقَّة قد عُطِّلَتْ، أمر أحزنه وهو يرى العنصر البشري في شخص أطفال المجتمع لم يلتفت إليه، والأمية لم يبدأ مسؤول في التفكير في مواجهتها، ومع ذلك كان الأمل أن يتغير إلى الأفضل بعد أن يعيش أعضاء المجتمع حياة أكثر استقرارا في ظل إيديولوجية واضحة المعالم والأهداف، خاصة في مجتمع يعيش كل أشكال التحرر كالولايات المتحدة الأمريكية، فقد برز دورها بشكل ملفت للإنتباه بعد الحرب العالمية الثانية والآثار المترتبة عن هذا الدول في منطقة الشرق الأوسط، كان هاري ترومان رئيس الولايات المتحدة في ذلك الحين أول من اعترف بدولة إسرائيل، وهو الذي وقع امر إلقاء قنبلتي هيروشيما ونجازاكي تسبب في موت أكثر من ثمانين ألفا ( 80) من الآدميين المسالمين، كان منهم أطفال ونساء وشيوخ، بدت امريكا في أعين جماهير العالم وكأنها عملاق، كما لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورا بارزا في عهد إيزنهاور عندما اعلن عن المفاوضات بين حكام مصر الجدد والإنجليز، والحياة في أمريكا شيئ آخر، كل شيئ في الحياة عند الأمريكيين له ثمن، فهم يهتمون بالنقود، كما أن الثقافة ألأمريكية تميزت بثقافة التفرقة بين البيض والسود (الزنوج)، التفرقة في كل شيئ في الخدمات وللتشغيل وحتى في للتدريب، أو الإلتحاق بالجامعة، ودراسة السود مع البيض.

وفي هذا الكتاب ذكر سيد عويس قضية أسرة براون في مدين تكساس عندما قاضت السلطات لعدم سماحها فبنتهم دخول مدارس البيض، لكن قرار المحكمة لم يكن منصفا للزنوج، يذكر أن أول زنجي صرعه الإنجليز في الحرب الثورة كان عام 1770، بالرغم من أن بوستن كانت تسمى مدينة الحرية والأحرار، لكن العنصرية كانت متفشية فيها، بحيث لم يكن يسمح للطلبة السود أن يؤجروا شققا لمتابعة الدراسة بجامعة بوستن التي أنشأت عام 1839، لم تكن حرية الرأي في المجتمع الأمريكي مسموح به، وإن مجرد نطق كلمة شيوعية أو اشتراكية كان يعتبر طامة كبرى، ولعل العديد من الأقلام التي تطرقت إلى ما كان يجري من أحداث، على غرار الكاتب بول بلانشارد صاحب كتاب "الحرية الأمريكية وقوة الكاتوليك" صدر سنة 1949 ،.

في الثورات يأكل القائمون بها عادة بعضهم البعض، كما في الثورات تسقط القلاع الحصينة، ففي منتصف 1954 سقطت قلعة ديان بيان فو التي حاصرها الفيتناميين الأحرار حصارا دام 55 يوما على قادة الولايات المتحدة السياسيين، هذه القلعة تقع في الشمال الغربي من اقليم فيتنام، وأن الذين هزموا كانوا من ضباط وجنود الجيش الفرنسي، وكما الإنتصار يولد الإنتصار، فالعنف يولد العنف، كانت الأحداث تتداخل خاصة في جانبها السياسي والحديث عن إسرائيل وبقائها واليهودية والصهيونية والإسلام وقضية تعدد الزوجات، وكل المشكلات التي كمنت موضع نقاش العلماء ورجال الدين وكيف نشات العدائية والأسباب التي تدعو إلى إثارة الشعور بالعداوة بين الشعوب، والشعور بالعداوة هو شعور عميق، خاصة إذا تعلق المر بموضوع مناهضة الإستعمار، والمؤتمرات التي عقدت من اجل تحرر الشعوب وبخاصة شعوب العالم الثالث على غرار مؤتنر باندونغ الذي أعدذه دمال عبد الناصر ونهرو وتيتو، كان مؤتمر باندونغ موضع اهتمام النخبة الأمريكة من السياسيين والجامعيين.

 

قراءة علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم