صحيفة المثقف

النقابة الوطنية ونما يختتمان الورشة الاولى حول "دور الاعلام في مكافحة الفساد"

إختتمت مؤسسة نما للتدريب الاعلامي وباشراف من النقابة الوطنية للصحفيين في العراق، امس السبت (15 ايلول 2018)، الورشة التدريبية الاولى حول "دور الاعلام في مكافحة الفساد" بمشاركة 11 صحفياً وصحفيةً.

وعرف الصحفي والكاتب السياسي مازن صاحب الشمري، المتدربين في اليوم الاول من الورشة، بالاجهزة الرقابية الرسمية المتمثلة بديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة ومكاتب المفتشين العموميين، ولجنة النزاهة في مجلس النواب، ومكتب مكافحة غسيل الأموال/ البنك المركزي، فضلا عن المؤسسات الرقابية غير الرسمية المتمثلة بالاعلام ومنظمات المجتمع المدني.

واكد ان "دور الاعلام في مكافحة الفساد المجتمعي والسياسي والاداري، يكمن في كشف المستور والابتعاد عن التشهير، ونشر الوعي الثقافي من اجل توجيه الراي العام صوب عمليات الفساد، بالاضافة الى متابعة الاجراءات الحكومية الخاصة، بمحاربة الفساد للوصول إلى حل نهائي وجذري".

ودعا الشمري الصحفيين الى "تناول اخبار الفساد بمصدار قية وموضوعية، بالاضافة الى تجنب اغتيال الشخصية والاهتمام بأمور الفساد الجوهرية، من اجل كشف الممارسات الادارية الفاشلة التي انتجت الفساد والقضاء عليها نهائياً".

وتطرق الكاتب السياسي، الى "عمل ودور ديوان الرقابة المالية ومكاتب المفتشين العموميين وهيأة النزاهة في مكافحة الفساد والقضاء عليه بناء على الدستور والقوانيين التي كفلت ذلك".

واقترح الشمري، ان "تدعم السلطات الثلاثة (لتشريعية، التنفيذية، القضائية) الاعلام من اجل خلق جو متكامل، للقضاء على الفساد، الذي لا يتم إلا من خلال اعتماد المؤسسات الاعلامية للمواقع الرسمية".

وفي اليوم الثاني من الورشة، اشار الشمري، الى "الخطوات الأولى لبناء التحقيقات الاستقصائية، والنقاط الأساسيّة لكتابة قصّة موثوقة بالمتلقي"، معرفاً الصحافة الاستقصائية بـ "أنها مادة صحفية قائمة على أسس منهجية يستخدمها الصحفي للحصول على المعلومات، من خلال سلوك منهجيّ مؤسساتي صرف، يعتمد على البحث والتدقيق والاستقصاء حرصًا على الموضوعية والدقة. وللتأكد من صحة المعلومة وما قد يخفيه انطلاقًا من مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد، والتزامًا بدور الصحافة كأداة حراسة على السلوك الحكومي، وكوسيلة لمساءلة المسؤولين ومحاسبتهم على الانتهاكات".

ولفت، الى ان "بعض القنوات التلفزيونية تستخدم التضليل الاعلامي من خلال استخدام الانتقائية في اختيار بعض الكلمات والحقائق والاقتباسات والمصادر والتعمد في تجاهل حقائق ووقائع وعدم التعاطي معها بشكل مهني ومتوازن، واستخدام العناوين والمقدمات الخبرية التي تعتمد المبالغة وتضخيم الامور بشكل غير منضبط مع غموض ونقص بطرح المعلومة، بالاضافة الى تضليل الجمهور بإحصائيات واستطلاعات رأي غير حقيقية او وهمية او انها مليئة بالأخطاء التنفيذية".

ودعا الكاتب السياسي، الصحفيين، الى "التاكد من المعلومات قبل نشرها من اجل تصحيح المعلومات الخاطئة، ومكافحة الحقائق الزائفة".

وفي اليوم الثالث والاخير من الورشة، اكدت التدريسية في جامعة بغداد كلية الاعلام الدكتورة إرادة الجبوري، على "اهمية الالتزام باخلاقيات ومعايير الصحافة والعمل الاعلامي"، معرفةً الاخلاقيات بـ "القيم والمعايير، التي تحدد قواعد العمل المهني وسلوكه، يرتكز عليها الصحفي؛من اجل تمييز الصواب من الخطأ، ويدرك ما مقبول أو غير مقبول في إطار عمله".

ونوهت، الى ان "هذه الاخلاقيات عبارة عن لوائح وضعها الصحفيين، من اجل حماية مهنتهم ومؤسساتهم".

وبما يخص الاعلام الالكتروني بينت الجبوري، ان " الاعلام الإلكتروني يزخر بالأخبار والمعلومات والصور والتسحيلات الفديوية المزيفة، التي تهدف الى تأجيج المواقف"، موضحةً ان "نشر مثل هذه الاخبار والمعلومات دليل على ان الصحفيين يتجاهلون المعايير الصحفية (الصدق، الدقة، الحياد، الموضوعية)".

ولفتت، الى ان "الاعلام الالكتروني لا يحتكم الى المعايير الدقيقة الموجودة في الإعلام التقليدي، بسبب تداخل الحرفة مع الهواية، والمهنة مع التسلية، كما أنه يمثل بيئة صحفية يطغى عليها الطابع الفوضوي بسبب عدم وجود جهة رقابية تصحح وتقوم النشر الالكتروني"، مبينةً ان "الاعلام الالكتروني بدأ وكأنه سلطة خامسة تنتصر للسلطة الرابعة (الإعلام التقليدي)، وتدافع عن الحريات، وتمارس دوراً أكبر في توجيه مسارات الرأي العام (التظاهرات الاحتجاجية) أو ترسيخ مفاهيم وسلوكيات معينة كـ (الفعاليات المدنية)، و (الحملات التطوعية) لان هامش الحرية فيه اوسع، وسيطرة الانظمة السياسية وضوابطها أضعف، وسطوة المال اقل".

واضافت، ان "إعتماد المواقع الإلكترونية على فنيين مختصين بالتطبيقات التكنولوجية، وندرة الصحفيين فيها، أفرز شكلاً من دون محتوى حقيقي، مما جعلها بعيدة عن حاجات الجمهور".

ودعت الدكتورة الجبوري، الصحفيين، الى " الإلتزام بالمواثيق الأخلاقية للإعلام لانهم جزء من مؤسسة إعلامية حريصة على صورتها ومكانها في المجتمع، بالاضافة الى انهم يمثلون المسؤولية الاجتماعية التي تترتب على الصحفي، بعدّه فاعلاً اجتماعياً، يقوم بأدوار أساسية في المجتمع تقضي بأن يتصرف بحرية مسؤولة".

وهذه الورشة هي الاولى ضمن سلسلة من اربع ورش يدعمها الصندوق الوطني لدعم الديمقراطية (NED) .

 

بغداد – NUJI

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم