صحيفة المثقف

يقال أن الرجل لا يحتاج للذهاب إلى المدرسة ليكون رجلا

علجية عيشفي الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديد 12 يناير، الكل رقص إلى حد الإغماء، وربما شربوا إلى حد الثمالة، وفي قلب الاحتفال يقف المتأمل وسط هذه الفجوة المحسوسة ويتساءل هل الاحتفال حقيقي أم هو مزيف، ربما هذا السؤال طرحه أحدنا وهو يتابع ما ينظم في الولايات من احتفالات، الاحتفالات بـ: "يناير" يحاول كل واحد أن يتجاوز الضغوطات، كل شيء يبدأ وينتهي بالرقص، ثم ما يلبثون أن يهرولوا إلى ديارهم منهوكي القوى، وفي الغد ينتهي كل شيء، تعود الحياة إلى طبيعتها، ويستأنف الجميع الشجارات والاحتجاجات، كل واحد يرمي ثقله على الآخر ويمسح الموس فيه، أه.. فلان الله لا سامحه الله لقد أقصاني وتحامل ضدي، وحرّض عليَّ من لا يعرفون معنى احترام الذات، ونسمع آخر يقول: الوالي لم يكن عادل في توزيع السكن، والمدير الفلاني يوظف معارفه، هكذا رسموا سياستهم، وحكموا قانون الغاب في تسييرهم للمشاريع، وليذهب الباقي إلى الجحيم.

 هكذا يبدأ الكذب على الغاشي، من هنا يبدأ العنف..، يحرق الشباب عبر قوارب الموت وينتحر بتناوله السّموم..، من أدخل السموم . من سوّقها؟، فمهما تكون الاحتفالات، فأكثر الشباب انفصلوا عن ماضيهم، هل كانت تلك الابتسامات والرقصات حقيقية أم مزيفة؟ لا يختلف اثنان أن تلك الرقصات كانت تشوبها الكثير من الشكوك، ماذا وراء هذه الاحتفالات؟، الجواب واضح، هو أسلوب لتخدير الشباب حتى لا يطالب بالحقوق، حتى يهدأ ويصمت، وتبقى الحركة مستمرة، وسط هذه الألوان يتراءى طيف مولود فرعون "مِن أنا إلى نحن ومِن نحن إلى أنا" ومن هذه الرقصات يعاد النظر في كل شيء، لأن القلق لم يبدد هذه الفجوة..

 لم يعد الحديث عن الوعي الجزائري، كل شيء مخدر، كل شيء مزيف، والحقيقة مُغَيَّبَةٌ ولا أحد له الجرأة لقولها أو كشفها، وأنا أتابع عن بعد هذه الإحتفالات عادت بي الذاكرة إلى ما قاله محمد الصديق بن يحي وهو يتحدث عن التوليد الشامل.. عادت بي الذاكرة إلى الماضي الحزين ما زال يرهقني.. صراحتي، جرأتي، شجاعتي جنت علي، لأن الغالبية منهم مقنعون، مزيفون أرادوا أن يعطوا دروسا لمن قدموا لهم الدروس، طبعا هي قمة التناقض والسخرية، ويضعنا هذا التناقض أمام حقيقة واحدة هي مواجهة الزيف، الذي غرسه النظام في قلب المسؤولين.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم