صحيفة المثقف

ملحمة الجوع والتاريخ الاسلامي.. ثلاثية الفنان المتألق د. صبيح كلش

تبدا الملحمة بسؤال انساني لا ينتهي

هل اغتيل الله ام لا تزال المحاولة جارية ؟/

الظلم والارهاب والقتل والجوع والتشريد ووووالخ كلها باسم الله

من هي الاداة التي حاولت وتحاول عملية الاغتيال وما هي الوسيلة/ ومن هو المنفذ/

اسئلة متنوعة ومتعدد تطرحها ملحمة الجوع على العالم الاسلامي وهي عبارة عن ثلاث جداريات حجم اللوحة الواحدة 2م × 2م بمواد مختلفة على سطح قماش الكانفاس ، مؤرخة في 2007

84 صبيح كلش

المقدمة

وبنفس التساؤل/ من اغتال الرسل موسى وعيسى ومحمد ص وهم اصحاب الرسائل الالهية الى البشر جمعاء/ وماذا حملت تلك الرسالات/ غير كلمة الانسان ثم الانسان/اي العدل والحق والرحمة ونصرة المظلوم ووالخ الم يتم اغتيال مليار مسلم بسيف الجهل في وقتنا الحاضر/ والا لم ينتشر الجوع والظلم والجور والقتل والجهل والتهجير في بلاد يطلق عليها اسلامية من حيث المظهر الخارجي اما واقعها وواقع الانسان فيها فحدث بلا حرج/ اما مظاهر الاسلام اليوم في عالمنا اليوم وبالامس فانها تبرز في جوامعها ومراقدها فتكاد ان تكون اغلبها واهمها مطرزة بالذهب والالماس والاحجار الكريمة ولا يمسها الا المطهر من النجس/ اما الانسان المغلوب على امره فان حلمة الاول والاخير ان يمتلك سكن ياؤية ورغيف خبز يسد رمقة / وهل ان الله عز وجل بحاجة الى تلك البيوتات المظرزة وهو صاحب الملك الاعظم ولم لا يبلغ رسلة عن تلك البيوتات بل اكتفى بالانسان ثم الانسان الرحمة والعدل وووالخ لم لا نعترف بان الاسلام وصاحب الرسالة تم اغتيالة باداة لا تختلف عن الاداة التي تم فيها تصفية المسيح ع ولم يبقى من المسيح ع ورسالتة الانسانية غير البيوتات/ الكنائس والتي تسمى مجازا بيوتات الله ولا يسكنها او يمسها الا المطهر من النجس/ وعلى كل انسان من دفع مبلغ محدد من اجل اصلاح تلك البيوتات ودعم المشرفين عليها وهم جيش جرار لا يختلف عن الجيوش الجرارة في الدين الاسلامي/ البطاله المقنعة/

من هنا او هنالك تبدا الحكاية/ حكاية الانسان والجوع والظلم/ او حكاية صراع الانسان مع الانسان او صراع الانسان مع مفهوم العدل والحق الالهي/ اذ انها ملحمة وحكاية تبدا بالانسان ولا تنتهي بالجبروت الانساني حتى اننا اليوم نخشى من محاولة اغتيال الله وتدمير العالم بعد اغتيال رسل الرحمة ووتشوبة رسالتهم الانسانية حتى اصبح العالم مهدد في اي لحظة بالفناءوتحت شعار القوة والجبروت لا مفهوم العدل ولا الحق الالهي / اذ اننا اليوم نعيش ملحمة لا انسانية بطلها الجوع والظلم والقهر والارهاب والترهيب/ لا تترجمها الكلمات والاشعار الحماسية و لا مراجعة التاريخ الملغم بالمفخخات ولا الاقنعة التي اختلفت اشكالها و الوانها كاشكال الازياء الدينية المطهرة حتى اصبح الاسلام شكل بلا مضمون اذ ان صوت القران يقاس بالصوت الحسن ويقيم رجل الدين يازياءة ولا نتذكر الاسلام الا في شهر رمضان ويتسابق اصحاب المال والسحت في بناء الجوامع المطرزة بالذهب والياقوت اما الانسان فانة محطة معطلة تعج بالانين والصراخ والجوع ولا طريق لها الا الهروب الى الله حيث يتوقف القطار في محطة الجوع لجمع الاشلاء والهروب بها الى باب الله .

اللوحة الاولي ملحمة الجوع (1) رسالة الرسول ص والواقع المرير

كل ما حملة الرسول الاعظم ص من رسائل الهية الى البشر/ القران الكريم والسنة النبوية/ يجمعها قاسم مشترك واحد/الانسان/ والرحمة والحق والعدل ووو وما ارسالناك الا رحمة للعالمين

من هنا تبدا ملحمة الجوع للفنان المتالق د صبيح كلش الذي قدم لنا تلك الملحمة الانسانية بالريشة والالوان والخطوط المتقاطعة مع التاريخ والجغرافية في عصور الاسلام المختلفة الى يومنا هذا عبر سؤال وتساءل عن الانسان الذي انهكة الجوع والفقر ولم يجد له من مفر الى الهروب الى الله في ثلاث لوحات مختلفة يجمعها قاسم مشترك هو/ الجوع والانسان/ اذ ان تلك الملحمة الانسانية تشكل المعيار الحقيقي عن انهيار الانسان وانهيار الامة بكل معايرها وقيمها الانسانية /اذ انها خير امة اخرجت للناس/ ذالك الانهيار الذي حل في امة الاسلام والذي لا يعترف به فراعنة العصر /وهو الانسان/ ذالك الكيان الذي خلقة الله باحسن تقويم وبث به من روحة/ ولم يفرق الله عز وجل بين انس واخر/ كلكم لادم وادم من تراب/الا ان الشيطان وابليس كان شاطرا كما يقال فقد اخترق جسد الانس وحولة الى شيطان بل واعنف من ابليس ذاتة في القتل والارهاب وسرقةقوت الفقير وتحت شعارات مختلفة لا تختلف عن شعارات حقوق الانسان في الامم المتحدة والتي غالبا ما تنصر الظالم على المظلوم/

لو تاءملنا اللوحة الاولى وتجردنا من كل الثقافات المركبة لوجدنا هنالك في قلب اللوحة خط وهمي يبدا من الارض ولا ينتهي الا باسم الجلالةوفي قلب هذا الخط رموز مختلفة لا تخرج عن مفهوم الاسلام كالهلال والقبة /قبر الرسول الاعظم ص/ وطيور السلام التي تنقل عذابات الفقراء وجحيمهم من الارض الى السماء عبر رساءل لا تحمل في طياتها الا الانين والالم والجوع عبر قلوب نقية طاهرة/ قلب اللوحة/ تعطرت بقلوب القوس قزح بعد ان فقدت كل شئ ولم يبقى من انسانيتها سوى الهياكل المحطمة التي لا تسطيع حتى الكلام لانها تسكن في جحور تحت الارض/تدرجات اللون الازرق والخلفية والهياكل/ ولم يبقى لها سوئ النداءات/البقعة الصفراء المطعمة بالقلوب/التي تنقلها طيور السلام الى خالق الكون والغريب ان اغلب هذه الرسائل والنداءات تصتدم بالجدران فتهز جحور الفقراء كما تهز الصواعق الضمائر المغيبة فيصحى الفقراء من جوعهم ويعاودون الاجتماع في قراءة سورة الفاتحة لتوديع قريبهم او زميلهم اووالخ/اسفل منتصف اللوحة والهياكل البشرية والاجتماع/اما كلمة الرحمن والرحمة ومهمة الرسول الاعظم ص فقد غطت اغلب بقاع اللوحة حتى ان قبة الرسول وقبرة وبيتة فقد جسدها الفنان كلش بواقعية واضحة عبر كم هائل من ال رموز ودلالات تعبيرية وتجريدية وهو تكوين لا يقوى علية الا رسام متمكن من ادواتة ويمتلك وعي فني بمفاهيم الفن المعاصر/ اذ اين نحن في العالم الاسلامي من رحمة الله ورسلة/ وما ارسلناك الا رحمة للعالمين/ ولم تم استبدال الرحمة بالقتل والجور والظلم في عالمنا الاسلامي ومن هو المستفيد الشيطان ام الانسان المتشيطن بلباس الدين او غيرة/ اذ ان اكثر من 1400 عام على مقتل الرسول الاعظم والعالم الاسلامي في سبات وجهل متعمد حتى امتد هذا القتل بذريتة واحفادة واهل بيتة ع من اجل تغير سنته او افراغ كل محتوياتها بمحتويات لا تتوافق مع الرحمة والعدل الالهي وابسط دليل على ذالك هي واقعة/ الطف/ وثورة الاصلاح التي قادها ابن بنت رسول ص/ثورة الحسين/ والتي ضحى بكل غالي ونفيس من اجل اصلاح سنته جدة الاعظم ع/اذ اصبح تاريخ الواقعة لدى البعض يوم احتفال تنحر فية الذبائح وتعلق الاجراس على رقاب الكلاب ويرتدي فية الاطفال والرجال الازياء المعطرة وووالخ اذ ان داعش اليوم هي نفسها داعش الامس في افكارها وسننها التي افرغت الاسلام من جوهره الحقيقي والخليفة ابا بكر البغدادي هو حفيد الخلفاء المتشيطينين بلباس الدين والورع وووالخ ولهذا كتب التاريخ بلا تاريخ وعظمت اسماء بلا مسميات ونقل عن الرسول احاديث وقصص لم يقلها واصبح ترتيل القران في مسابقات وجوائزلاختيار الصوت الاحسن حتى اصبحت هويتنا / مسلمون بلا اسلام / لهذا انتشر الرجس وعمت الفوضى في العالم الاسلامي واصبح الجوع والجور والارهاب شعارا اسلاميا

من البديهي ان نقول بان الله عز وجل قادر على كل شئ وان الله يمهل ولا يهمل وووالخ ولكن لا بد للانسان من اتخاذ موقف والا لما انتشر الجوع والجور في عالمنا الاسلامي اي علينا ان نعتمد على انفسنا اولا ثم نتوكل على الله/ اعقل فتوكل/ ومن هنا تبدا ثورة الاصلاح التي ارادها الفنان كلش في لوحنة الاولى من الملحمة/ صرخات الجياع والرسالة المحمدية في العدل الالهي اذ ان الفنان ونحن ايضا نتساءل اين هي رسالة الرحمة واين يكمن العدل الالهي/ وهل ان اغتيال الرسول ص واغتيال اهلة واحفادة كان مخطط له ومن يقف خلف هذا المخطط/ وهل تجح هؤلاء الشياطين في تشوية الاسلام وافراغ محتواه الانساني حتى اصبح الجوع والجور والظلم عنوان وواقع يعم كل الدول التي تدعي الاسلام/ اليس هذا هو الواقع

هذا هو العنوان الحقيقي للوحة الاولى وتحت عنوان الجوع والرسالة الالهية للرسول الاعظم ص اذ ابدع الفنان كلش في سرد تا ريخ لم نطلع علية وعنوان قد غاب وتغيب عن الكثير اما بسبب الجهل او التجهيل المتعمد وليس امامنا سوى التامل في اللوحة وقراءة رموزها

الثورة على انفسنا اولا من اجل عملية الاصلاح والا سنصبح كالهياكل البشرية في اللوحة/ نطلب الرزق من الجليل الاعظم ولا نقل للظالم / انك السارق باسم الله .

 

د. طارق المالكي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم