صحيفة المثقف

الذئب الملعون

فتحي مهذبفي الغابة قايضت رأسي برأس ذئب..

صرت أعوي وأقلق المارة النائمين.

أعدو سريعا مثل صحن طائر ..

راصدا حركات النجوم في الأسطح الهادئة..

إفترست قطيع جارتنا الضريرة..

طاردت هواجس الرعيان في العتمة..

ومن حين الى آخر أعض كتف قس

يجر باخرة حزينة بحبل المتناقضات..

في الليل يلاحقني القناصة وسيارات الإسعاف والصبية الملاعين ..

وتناديني الذؤبان من أعلى الأكمة..

لعشاء فاخر من لحم الضأن الطازج

غير أن قدمي متهدلتان

مثل شفتي عجوز..

والرصاصة التي أطلقها الكاهن

لم تزل تغني بين كتفي المتعثرتين..

في الغابة بكيت طويلا..

مثل طيار واعد أمام أيقونة العذراء..

لأن رأس الذئب لم يرقني بالمرة..

لم أعد أنام مثل إوزة خجولة..

أو أعمل نار المخيال في الكلمات ..

أتعبت العالم بعوائي المتهدج..

في الغابة ألقيت رأس الذئب في البئر ..

تحولت إلى شجرة ضحوكة..

في الأوقات الحرجة

تزورها بركات المطر

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم