صحيفة المثقف

الغبــــش..!!

صحيفة المثقفسفكوا دمكَ القاني

سلبوا روحكَ

في غبشِ الله

وفروا

خلفَ طريقَ الموتِ

تركوا نزفكَ

يصرخُ في آخرِ ساعاتِ الليل

يملأ قلبكْ..

حينَ تُحاول كتمَ صراخكْ..

في وجهِ العابثِ والمارقْ..

سلبوكَ حياتكَ

قدامَ الأهل

والناس وأحبابكْ

والكل يدين ،

القاتلَ مأفونٌ سارقْ..

**

دمُكَ القاني يُنبِتُ أملاً

يجتاحُ الوهمَ من الساحاتْ..

يترنح كالعصفورِ المذبوح

يُرفرفُ مذعوراً

ما بينَ ضلوعي والباحاتْ..

* *

لا تغضبْ

فأنا أمشي في  نومي

وظلي يتعقبني كالأعمى

لمْ أترك بصماتي فوقَ

جبين الموت على الطرقاتْ..

* *

دَمُكَ القاني

يعكسُ لونَ رصيف الشارعَ

لونَ الشفق الغافي

في حضان الليل..

وأنين سراديب الموت

وسياط الجلادين

تنهشُ لحمكَ..

تطلق آهات الويل..

**

مُختنقٌ أنتَ

تُحاولُ كتمَ عويلكَ قهراً

يفتقُ جُرْحَكْ..

في ملكوتِ العقلِ

ينبثقُ المعنى

من حولكَ يُغْمِرُ نبعكْ..

يموتُ المعنى

وتجفُ الواحاتْ..

عندَ مغيبِ الشمسِ

كلنا يحمي ضلعكْ..!!

* *

كانَ المطرُ الطامي

ينهالُ عليكَ

وأنتَ المُسْجى

يُحاولُ صفعكْ..

كمْ كانً يحاولُ منعكْ..

كنتُ أراقب عصفكَ

كيْ لا يفضَحُ دمعكْ..

عندَ سفوح الحزن

دعني لا تكثرُ في همي

ودموعي

تلتفُ على جسمكِ كالأفعى

لا ترمي لسعكْ..

**

أعرفُ أنَ الحزنَ

يغني للعشقِ نشيداً

وأعرفُ أنَ العتمة ،

تفرخُ في الصبحِ وليداً

لكني ، وكما قالتْ أسفاري

إنَ الخوفَ ، لن يستأصل قلبكْ..

تزهر أظفارَ الصبر

وتصرخُ عندَ تخوم النار

تصارعُ شراً يتمادى

كيْ يشرب نخبكْ..!!

***

د. جودت صالح العاني

29/10/2019

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم